اخترنا لكمغير مصنف

هل يستعجل الحوثيون والسعوديون إنهاء الحرب في اليمن؟!

 حيث تدور مشاورات بين الرياض والحوثيين منذ أسابيع في العاصمة العُمانية مسقط. يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
أرسلت الأيام القليلة الماضية مؤشرات على تقارب لإنهاء النزاع في اليمن، برسائل جديدة من السعودية والإمارات العربية المتحدة وجماعة الحوثيين، حيث تدور مشاورات بين الرياض والحوثيين منذ أسابيع في العاصمة العُمانية مسقط.
ولم يؤكد الحوثيون أو السعودية وجود هذه المشاورات، لكن سلطنة عُمان أكدت وجود مشاورات مستمرة بين الطرفين. وقال وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي إن “هناك مشاورات بين الحوثيين والسعوديين ولديهم رغبة أكيدة للذهاب نحو الأمن والسلم والاستقرار واعتقد أنهم سيتعاونون تعاوناً إيجابياً، ولا يوجد لدي علم إن كان هناك اتفاق”. ويظهر واضحاً إحداث تقدم في تلك المشاورات.
وفي 20 سبتمبر/أيلول2019 أعلن الحوثيون عن مبادرة من جانب واحد بوقف الهجمات على السعودية بالطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية وأفرجت عن عشرات المعتقلين بينهم أسرى سعوديون. وانتظرت الجماعة المسلحة رداً من السعوديين، الذين خففوا من الضربات الجوية ضد الحوثيين. لكن ما يثبت وجود تقدم كان إعلان التحالف العربي يوم الثلاثاء رفع الحظر جزئياً عن مطار صنعاء الدولي والإفراج عن 200 أسيراً حوثياً. التحالف عندما أعلن عن هذه الإجراءات أكد أنها تأتي في ظل الحديث عن انفراج باتجاه إنهاء الحرب في اليمن.
 
رفع الحظر عن مطار صنعاء
وتلقف الحوثيون خبر إعلان التحالف الذي تقوده السعودية بترحيب. فحسب مصادر غربية تحدثت بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني فقد كان رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي أحد الملفات التي جرى الحديث عنها بين الحوثيين والسعوديين، كإجراءات للتقدم وبناء الثقة. وحسب معلومات نشرتها فانيشينال تايمز البريطانية فإن هذا الرفع هو خطوة أولى قبل رفع الحظر بشكل كامل عن المطار وعودته إلى العمل بشكل طبيعي.
ومن شأن رفع الحظر عن المطار أن يخفف الأزمة الإنسانية في البلاد حيث يحتاج الآلاف من اليمنيين للسفر إلى الخارج من أجل العلاج. لكن ذلك يعطي وضع حصار مدينة تعز ملفاً منفصلاً إذ لطالما تم ربط رفع الحظر عن مطار صنعاء مقابل رفع الحوثيين للحصار عن مدينة تعز، حيث يعاني السكان من حصار فرضته الجماعة منذ سنوات.
في وقت لاحق يوم الأربعاء، طالب الحوثيون بالرفع الكامل للحظر عن مطار صنعاء الدولي، داعين الأمم المتحدة للضغط من أجل ذلك. لكن فورين بوليسي المجلة الأمريكية قالت في تقرير الأسبوع الماضي إن مكتب الأمم المتحدة في اليمن لم يتم اطلاعه على المشاورات بين السعوديين والحوثيين، والأمر ذاته بالنسبة للحكومة اليمنية.
 
مؤشرات السلام
وقال قيادي في جماعة الحوثي لـ”يمن مونيتور” إن إشارات السلام السعودية تأتي بسبب الضغط الدولي والضغط العسكري باستهداف منشآت النفط السعودية خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وأشار القيادي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إلى أن “الأمريكيين والبريطانيين يدفعون باتجاه تسوية سياسية في اليمن وفق أسس جديدة غير المرجعيات الثلاث التي تعارضها الجماعة، وسبق التخلي عن تلك المرجعيات في اتفاق الرياض”.
وقال القيادي إن “الجميع (السعوديون والحوثيون) يستعجلون إنهاء الحرب في اليمن، ووضع حد للمأساة في البلاد، لكنها لن تكون بالشروط القديمة بل بالقوة الموجودة على الأرض والطرف الأخر لا يملك أي قوة موجودة”.
وحول فك الحصار عن تعز قال المسؤول الحوثي إن “المناطق تدور فيها اشتباكات ومن الصعب التخلي عنها دون اتفاق بعدم فتحها مجدداً”!
 
قناة مفتوحة منذ 2016
وتوجد قناة مفتوحة بين الحوثيين والسعوديين منذ 2016م أشرف عليها في بداية الأمر السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ومحمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفد الجماعة المفاوض. لكن جرى تجميدها لاحقاً رغم فائدتها عقب شن الحوثيين هجمات على السعودية أدت إلى وقف اتفاق بين الجماعة المملكة تم في منطقة “ظهران الجنوب”.
وانتقلت القناة لاحقاً إلى رئيس جهاز المخابرات السعودي الفريق خالد الحميدان الذي تواصل مع “محمد عبدالسلام” خلال الأسابيع الماضية قبل أن تبدأ مشاورات مباشرة برعاية بريطانية في العاصمة الأردنية عمان بين نائب للحميدان والقيادي الحوثي حسين العزي الذي انتقل لاحقاً إلى الرياض.
ويُنظر إلى أن التحرك السريع في القنوات الخلفية بين السعوديين والحوثيين إلى استعجال إنهاء الحرب في اليمن، على الرغم من أن الثقة بين الطرفين منزوعة.
وساهم الأمير خالد بن سلمان الذي يمسك بالملف اليمني بعد تعيينه نائباً لوزير الدفاع، في تحقيق النجاحات في وقف الحرب بالبلاد وينظر إلى تحقيقه انجازاً بتوقيع “اتفاق الرياض” بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات خطوة ستعزز حظوظه في إنجاز اتفاق بين الحوثيين والحكومة الشرعية.
وينظر الحوثيون للإماراتيين كتابعين للسعوديين لذلك لا يعتبرون تصريح أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بكون الحوثيين جزء من المجتمع اليمني ولهم دور في المستقبل “مهماً” إلا في إطار التوافق السعودي/الإماراتي على كيفية إنهاء الحرب.
ويبرز ملف اليمن كأحد أبرز الملفات بين الإمارات والسعودية خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أبوظبي يوم الأربعاء، حيث ترأس “ابن سلمان” وفد المملكة فيما ترأس ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وفد الإمارات في مجلس التنسيق السعودي/الإماراتي.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت الإمارات خفض عديد جنودها في اليمن، وسحب القوات من مواجهة الحوثيين. وصب جهودها على الحل السياسي، ما أثار مخاوف مراقبين من إمكانية حدوث توتر في العلاقة مع المملكة. لكن أبوظبي قالت الأربعاء إنّ زيارة الأمير محمد “مناسبة لمواصلة التنسيق الثنائي في القضايا المحلية والإقليمية والدولية، بما يعكس توافق الرؤى والسياسات بين قيادتي البلدين”.
 
موقف الحكومة الشرعية
حسب عديد مصادر حكومية فإن الحكومة اليمنية بعيدة عن المشاورات التي تجري بين الحوثيين والسعوديين، ما يجعل من التحول بشأن اتفاق سلام شامل في ظل غياب الحكومة عن المشاورات غير ممكناً أو غير مكتمل وقد يؤسس لحرب جديدة.
ويرى القيادي الحوثي الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” أن السعودية كفيلة بوقف تحركات الحكومة الشرعية وإلزامها بالموافقة. معتقداً أن أبوظبي في نفس الإطار ستضغط على قيادات حزب المؤتمر للموافقة مقابل وجودهم في الحكومة.
ويرفض القيادي الحوثي الحديث عن أسلحة الجماعة الثقيلة، وقال إن “ذلك سابق لأوانه فكل الأطراف تملك أسلحة ثقيلة ثلاثة أضعاف ما نمتلكه”.
وحول البُعد عن إيران وهو ما تبحثه السعودية مع الحوثيين في مسقط فمن غير الواضح كيف يمكن وضع أداة لقياس ابتعاد الحوثيين عن حليفهم الإقليمي القوي، الذي يستخدم الحوثيين كأداة لمهاجمة المنشآت الحيوية السعودية.
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى