اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

شلل يصيب التجارة والصرافة في اليمن مع تهاوي العملة (تقرير خاص)

ما يدفع ملايين اليمنيين نحو المجاعة  يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أغلقت معظم المنشآت التجارية وشركات الصرافة والبنوك أبوبها في اليمن، يوم الثلاثاء، مع انهيار قيمة الريال اليمني مع وصول قيمة الدولار الواحد في اليوم السابق إلى 810 ريال، ما يفاقم المجاعة في البلاد.
وفي بيان قررت البنوك التجارية ومؤسسات الصرافة العاملة في مدينة عدن الجنوبية إغلاق أبوابها. داعية وزارة المالية والبنك المركزي في البلاد على اتخاذ القرارات الأساسية مباشرة واكتشاف حلول لوقف انخفاض قيمة العملة.
الأمر نفسه في العاصمة صنعاء، حيث أغلقت معظم البنوك ومؤسسات الصرافة والمنشآت التجارية ومحلات السوبر ماركت الكبيرة أبوابها منذ وقت مبكر صباح الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، مع انهيار قيمة الريال.
أما في محافظة تعز وسط البلاد، فقد أٌغلقت معظم الأسواق، كما حدث في ساحل ووادي حضرموت. وخرج الآلاف في عدن وتعز وحضرموت وأبين للتظاهر داعين الحكومة المعترف بها دولياً والتي تقيم في الرياض لتحمل مسؤولياتها.
وبلغت قيمة الريال اليمني يوم الاثنين، بين 700 و800 ريال للدولار في أسوء انهيار يحدث للعملة، حيث فقدت العملة ثلثي قيمتها منذ 2014 حين كانت قيمة الدولار تساوي 215 ريال.
 
تُجار الجُملة
وقال تاجر جُملة في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: لا نستطيع البيع ولا نستطيع البيع للتجار بالريال اليمني، غداً لن أجد ما اشتري به، هذه العملة ليست ذات قيمة يمكن الاعتماد عليها في الوقت الحالي، لم يسبق أن حدث هذا الانهيار منذ عشرين عاماً وأنا أعمل في المواد الغذائية.
وأغلقت معظم محلات شعوب وباب السلام وباب السبح أبوابها، في إضراب غير مُعلن، بسبب انهيار الريال.
وقدمت السعودية 200 مليون دولار كمنحة للبنك المركزي في وقت متأخر مساء الاثنين، لكن يبدو أنها لم تغيّر كثيراً في سوق صرف اليوم التالي.
وقال صيرفي في مدينة مأرب (شرق) لـ”يمن مونيتور” إن قيمة الدولار الواحد صباح الثلاثاء (665 ريال) لكن معظم المحلات تتجنب البيع فقط تقوم بالشراء.
وقال التاجر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: ليست كافية، حتى لن تكون كافية للاعتمادات البنكية، وربما لن تصل إلا بعد مُدة في وقت السوق تحتاج أموال صعبة أكثر، لا يوجد أي ثقة بين التُجار والبنك المركزي يجب اكتساب هذه الثقة أولاً، والبنك المركزي يعرف خطواته.
وفي وقت متأخر مساء الاثنين أصدر البنك المركزي اليمني في عدن، بياناً يحذر فيه شركات ومحلات الصرافة من التلاعب بالعملة الوطنية وأنه سيتخذ إجراءات رادعة، ضد المتلاعبين والذين يسعون لخلق أزمات.
 
تحت سلطة الحوثيين
وقال صيرفي في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: إن سلطات الحوثيين تتعامل كعصابة ففي حين تمنع محلات الصرافة عن الشراء بأسعار عالية وتعتقل العشرات منهم، تسمح الجماعة لمحلات موالية لها بالشراء بسهولة من المواطنين دون رقيب أو حسيب.
وترفض المحلات بيع العملات الصعبة، فقط تقوم بالشراء.
ولفت “الصريفي”، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن ما يحدث هو استغلال “مقيت” لانهيار الريال لزيادة ثراء القيادات الحوثية في صنعاء.
وقام الحوثيون خلال الأسبوع الماضي بإصدار مذكرة لاعتقال 710 من التُجار، إلى جانب العشرات من مُلاك محلات الصرافة، بتهم متعلقة بالتلاعب بالأسعار.
في تعز قال أحمد الشرعبي وهو عامل في محل صرافة لـ”يمن مونيتور”، إن الجميع خرج للتظاهر ضد الحكومة والتحالف، وأنه أغلق المحل: لايمكن السكوت عن هذا الانهيار، الناس ستموت جوعاً. لكنه لفت إلى أن إغلاق المحلات لن يستمر كثيراً حتى التظاهر قد لا يستمر “عادة ما يتعب الناس ويقبلون الأمور الواقع، إنه أمرٌ محبط للغاية”.
 
المشتقات النفطية
وفي وقت تعاني البلاد من انهيار للعملة تتوسع طوابير السيارات من أجل الحصول على المشتقات النفطية، وبلغت قيمة الجالون 20 لتر من البنزين في صنعاء يوم الثلاثاء (17 ألف ريال) بارتفاع 3آلاف ريال عن يوم الأحد-حسب ما أفاد سكان في المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الحوثيون عن تسعيرة جديدة بقيمة (11.500 ريال) للجالون 20 لتر من البنزين.
ويُتهم الحوثيون باستخدام عائدات المشتقات النفطية للحصول على أموال سائلة بشكل سريع لتمويل جبهات القتال.

الجوع
وكان البنك المركزي اليمني رفع الشهر الماضي سعر الفائدة على الودائع إلى مستوى قياسي بلغ 27%، في محاولة للحفاظ على سعر العملة المتدهور ما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية.
وفاقم ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، اليومين الماضيين، الحالة الإنسانية السيئة أساساً، فمع عدم معرفة أن 8.4 مليون لا يعرفون مكان للحصول على الوجبة التالية، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الشهر الماضي من أن المزيد من تراجع الريال يمكن أن يجعل 3.5 مليون يمني بحاجة إلى الغذاء إلى جانب 8.4 مليون الآخرين “وأن أكثر من مليوني منهم  من المرجح أن يكون في خطر متزايد نحو المجاعة “.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى