اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

(تحقيق خاص) السجون السرية والدروس الطائفية.. معتقلات الحوثيين الجرائم المركبة

على مدى ثلاث سنوات عاش “خالد” في سجن سري لجماعة الحوثي المسلحة، هذا السجن لم يكن سجناً حكومياً معروفاً بل هو منزل لأحد معارضي الجماعة تم احتلاله مع سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وتحول إلى سجن.

يمن مونيتور/صنعاء/خاص:

على مدى ثلاث سنوات عاش “خالد” في سجن سري لجماعة الحوثي المسلحة، هذا السجن لم يكن سجناً حكومياً معروفاً بل هو منزل لأحد معارضي الجماعة تم احتلاله مع سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وتحول إلى سجن.
يوجد في سجون الحوثيين آلاف المعتقلين، إما معرضين سياسيين أو مدونين على شبكات التواصل الاجتماعي، أو أن شخصاً انتقد الجماعة علناً في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، لا تتسع السجون الرسمي والمعروفة لكل هؤلاء. كما لم يقدموا إلى أي محاكمة.
لأكثر من ثلاث سنوات تم اختطاف “خالد” -الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” بشرط الإشارة للاسم الأول فقط- في منزل الشيخ عبدالمجيد الزنداني في حي دارس شمالي صنعاء.
وقال خالد: “أنا أحد المعتقلين على مدى ثلاث سنوات في منطقة دارس في منزل الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي تحول إلى سجن يمارس فيه كافة أنواع وأساليب التعذيب لكل من كان ينتمي إلى حزب الإصلاح”.
وحزب التجمع اليمني للإصلاح هو حزب إسلامي معارض للحوثيين ويؤيد الحكومة المعترف بها دولياً، وأعلن دعمه لعمليات التحالف العربي بعد أيام من انطلاق العملية ضد المسلحين الحوثيين في مارس/آذار2015م.
وحول كيفية خروجه من السجن قال خالد: “خرجت من السجن بعد قيام أهلي بدفع مبلغ مالي مقدراه ستمائة ألف ريال وإجباري على التوقيع على عدم ممارسة السياسة أو انتقاد الجماعة أو أي نشاط في الجانب الحزبي مع أني لم أمارس أي نشاط في السابق وإنما تم اتهامي بأني أقوم بالتحريض على جماعة الحوثي”.
وقال خالد إن الحوثيين مارسوا بحقه شتى أشكال التعذيب النفسية والجسدية قائلاً: كنا ننتظر الموت في أي لحظة غير أن أنواعا من التعذيب النفسي الذي تعرض لها بالمعتقل كان وقعها عليه أشد وأقوى من الجسدي.
 
يتلقى السجناء في السجن المركزي بصنعاء دروس طائفية من الحوثيين- يمن مونيتور
تعذيب نفسي
على سبيل المثال- يقول خالد-: كان السجانين الحوثيين يقولون لهم ستموتون كما مات من ماتوا تحت القصف في إشارة إلى من يقتل بطيران الذي يستهدف تجمعات الحوثيون، أو السجون التي تديرها الجماعة.
في ديسمبر/كانون الأول2017 قُتل عشرات السجناء في قصف جوي استهدف سجناً في مقر الشرطة العسكرية في صنعاء. كان معظم القتلى والمصابين من المعتقلين السياسيين، ظل هؤلاء مخفيين قسراً ولا يعرف مكان اعتقالهم.
وقال قيادي بجماعة الحوثي في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: يسمح لنا التوسط والتدخل في جميع القضايا الخاصة بالمعتقلين والمسجونين والمراجعة عليهم إلا المعتقلين السياسيين أو الصحفيين فإنه خط أحمر حتى السؤال عنهم.
يوجد في سجون سرية للحوثيين في صنعاء أكثر من 12 صحافياً، اعتقلوا في فترات متفرقة عام 2015 وخلال أكثر من ثلاث سنوات لم يعرف سبب اعتقالهم. وتم نقلهم من سجون إلى أخرى دون معرفة عائلاتهم.
ونفذ تسعة من هؤلاء الصحافيين إضرابات عن الطعام خلال فترات متفرقة الأعوام الثلاثة الماضية من أجل الإفراج عنهم، ورُفض طلب من الصليب الأحمر لزيارتهم. وقالت عائلاتهم إن أوضاعهم الصحية سيئة للغاية وأن الصحافي البارز عبدالخالق عمران يعاني من آلام في الظهر والعمود الفقري ويتطلب تدخل طبي لكن جماعة الحوثي ترفض.
ويرفض الحوثيون مراراً طلبات التوسط. وطالبت الأمم المتحدة بالإفراج عن السجناء السياسيين والصحافيين، بين هؤلاء المعتقلين محمد قحطان القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ووزير الدفاع في الحكومة الشرعية محمود الصبيحي وشقيق الرئيس اليمني ناصر هادي والقائد العسكري فيصل رجب.
وقال المشرف الحوثي الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ”يمن مونيتور”: المحكوم عليهم بقضايا جنائية يسمح بمتابعة قضيتهم أما القضايا -التي وصف بكونها- تمس سيادة الدولة والأمن العام فلا يسمح مطلقاً بالتدخل أو الاقتراب منها.
 
سجناء يستمعون لمحاضرة حوثية بشأن أحقية الجماعة بحكم اليمن في يوم الغدير- يمن مونيتور
داخل السجون
يُمنع أهالي المعتقلين السياسيين من زيارتهم إلا في حالات نادرة. في السجون الرسمية والمعتقلين بسبب قضايا جنائية يجري السماح لهم بلقاء عائلاتهم. في نفس الوقت يقوم الحوثيون بدورات طائفية وعملية تنظيم نشطة في صفوف الجماعة من داخل تلك السجون.
وقال السجين السابق يحيى علي الذي أصبح قيادياً في الجماعة وصدر بحقه عفو من زعيم الجماعة العام الماضي لـ”يمن مونيتور”: إن الاتهامات بسرقة المنازل جرى العفو عنها من قبل السيد -إشارة إلى عبدالملك الحوثي- والآن نعمل من أجل مواجهة التحالف وتحشيد الطاقات لمواجهتهم، عبر دورات ثقافية وتنظيمها في سجون صنعاء والمحويت وحجة وذمار.
يقوم “علي” بعمل دورات “طائفية” لضم المزيد من الأعضاء والأفراد لجماعة الحوثي؛ قال “علي” إن شقيقه الذي كان مجرم سابق ألتحق بالمعارك في الحدود مع السعودية وقُتل هناك، وأن الجماعة تهتم بعائلات القتلى وتجعل منهم مشرفين في الأحياء السكانية التي يعيشون فيها.
في داخل السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، حصل “يمن مونيتور” على صور تقول إنها لسجناء من داخل السجن أثناء الاستماع لدروس “طائفية” خاصة بالجماعة.
وقال المصدر إن هذه الدروس تُقام بشكل دوري.
وقال شقيق معتقل سياسي في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن أخوه حدثه أثناء زيارة نادرة أن الجماعة تُقدِّم لهم “دروس وملازم” مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي من أجل قراءتها، وهذه هي الكتب الوحيدة الموجودة في السجون التي يتواجدون بها، إضافة إلى “القرآن الكريم”.
قال “خالد” إن عشرات المعتقلين في سجون الحوثيين أصبحوا انتقاميين، وإذا ما تمكنوا من الخروج من الظُلم الذي يعيشونه، سيصبون غضبهم على الجماعة.
وقال: “لا يمكن السماح لهم باستعبادنا ما تبقى من حياتنا سنقاتل ضدهم ونموت ونحن كذلك”.
الشخصيات تحدثت لـ”يمن مونيتور” بشريطة عدم الكشف عن هويتها خشية الانتقام من الحوثيين.
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى