أخبار محليةغير مصنف

“رضوم” .. حاضنة البحر والنخيل والتاريخ في شبوة شرقي اليمن

على ساحلِ  البحرِ العربي، تربض مديريّة “رضوم” إحدى مديريات محافظة شبوة شرقيّ اليمن، متكسية حلة مطرزة بألوان الطبيعة والتاريخ، ما أكسبها أهمية سياحيّة واقتصادية مُميّزة. يمن مونيتور/ شبوة/ من إبراهيم حيدرة
  على ساحلِ  البحرِ العربي، تربض مديريّة “رضوم” إحدى مديريات محافظة شبوة شرقيّ اليمن، متكسية حلة مطرزة بألوان الطبيعة والتاريخ، ما أكسبها أهمية سياحيّة واقتصادية مُميّزة.
  تقع مديرية “رضوم” في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة شبوة، وتتكون من عدة مناطق أهمها، العين، النشيمة، جِلْعة، بلحاف، بئر علي، حورة، عرقة، ومدينة “رضوم”، المركز الإداري للمديريّة. 
  وتعدُ سواحل مديريّة  “رضوم” الرافد الأساسي مناطق محافظة شبوة كافة، بأنواع الأسماك، إذ تمتلك شريطًا ساحليًا يبلغ طوله نحو (280 كم2)، وهي المساحة المطلة على البحر، والتي تشمل كل مناطق المديريّة تقريبًا، عدا مدينة “رضوم” مركز المديريّة.
  وتشتهر “رضوم” بزراعة النخيل، بمختلف أنواعه ومسمياته، ويُسقى على مياه الينابيع الطبيعيّة، ويتفنن أهاليها في رعايته والعناية به بطرق تقليدية، فهي تكاد تكون المنطقة الأكثر اهتمامًا بزراعة النخيل في شبوة.
  أشجار النخيل التي تغطي مساحات واسعة من مناطق المديريّة، تعانق المباني الطينيّة المبنية على النمط المعاري الفريد، المميزة بطابعها الفني والهندسي الذي تتميّز به “رضوم” ومناطق أخرى في محافظة شبوة.
 
بحيرة شوران البركانيّة  
    وفي “رضوم” العديد من المواقع الأثرية والتاريخيّة والسياحيّة الفريدة، ومن أجمل تلك المعالم السياحيّة؛ “بحيرة شوران البركانيّة” الواقعة في منطقة “بئر علي”، وهي فوهة بركانية عملاقة تقع على قمة جبل محاذي للبحر، ولا يفصلها عنه إلا برزخ صغير، تحيط بمياهها الكبريتيّة أشجار “المانجروف” ، وهي من النباتات النادرة، وتسمى أيضًا بأشجارِ الشوراء ونسبت البحيرةُ إليها. 
  تقول المصادر الجيولوجية التي اطلع عليها محرر “يمن مونيتور”، “إن البحيرة العجيبة جاءت نتيجة لانفجار بركاني تعرضت له المنطقة في الحقب الماضية منذ العصر الرباعي للبراكين”، وثمةَ باحثون في التاريخ يربطون بين ما تعرضت له هذه المنطقة ببعض الأساطير والمعتقدات لدى الأمم الغابرة، مستدلين ببعض الشواهد التاريخيّة. 
  على الخليج المحاذي للبحيرة، تقع مجموعة من الجزر الصغيرة بمسافات متفاوتة، من أبرزها، جزيرة صُخة، وبراقة، وغضرين الكبرى والصغرى، وجزيرة حلانية، حيث صُنفت تلك الجزر من المَوَاطِن المهمة لتكاثر الطيور البحرية النادرة وتجمعها فيها.
  البحيرةُ تقع وسط بيئة سياحية جاذبة، لقربها من “حصن الغراب”، الذي اكتشفه الرحالة “ولستد” في العام (1834) ميلادية، كذلك لقربها من “ميناء قنا” التاريخي، الذي تعاقبت عليه الدويلات اليمنيّة القديمة، وكان حينها ممراً للقوافل التجارية، لاسيما قوافل اللبان والبخور.
 وكانت البحيرة مزاراً للسياح الأجانب والمحليين على السواء، كما نُظمت إليها العديد من الرحلات الاستكشافية من قبل بعض الطلاب والدارسين لهذه البحيرة لاستكشاف طبيعتها وإجراء البحوث العلمية عنها والغوص في أسرارها، لكن في السنوات الثمان الأخيرة قلَ عدد الزائرين للبحيرةِ، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد. 
مشروع تصدير الغاز
  وتحتضن “رضوم”  مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال، أحد أهم المشاريع الاقتصادية العملاقة في منطقة الشرق الأوسط، والذي تديره شركة “توتال” الفرنسية، ويتم عبره تصدير مادة الغاز التي يتم نقلها من حقول الإنتاج في محافظة “مأرب” إلى الأسواق العالميّة، بموجب عقود طويلة الأمد، رغم ذلك لم تحظ المديريّة والمحافظة بشكل عام بأي مشاريع حيويّة، عدا بعض المشاريع الشكلية، كذلك هو الحال بالنسبة لمحافظة “مأرب” حيث حقول الإنتاج هناك.
  وفي أبريل/ نسيان من العام الجاري؛ قررت الشركة في بيان لها إيقاف جميع عمليات الإنتاج والتصدير وإجلاء الموظفين في منشأة بلحاف، نظرًا لتدهور الأمن الذي تعشيه البلاد، ومنذ ذلك الحين تسيطر القبائل المجاورة على المنشاة.
  كل تلك المميزات الطبيعيّة والتاريخيّة والصناعيّة والاقتصاديّة التي تحظى بها مديريّة رضوم؛ كفيلة بأن تجعلها في مصاف الأماكن السياحيّة إن وجدت اهتماماً كافياً يليق بمكانتها، من قبل الجهات المختصة، كواحدة من المناطق التي لها إرث حضاريّ وإنسانيّ عريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى