منوعات

جزيئات من البصل تكافح السل المقاوم للمضادات الحيوية

الكُراث الفارسي هو بصل صغير الحجم يشبه فصوص الثوم الكبيرة ويستخدم بصورة أساسية في المطبخ الإيراني. يمن مونيتور/الأناضول

قال باحثون بريطانيون، إن نوعًا من البصل يعرف باسم الكُراث الفارسي، يساعد في تعزيز عمل المضادات الحيوية ويقلل من مقاومة بكتيريا السل المقاوم للعقاقير.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، اليوم الأحد، أن الأبحاث أجراها علماء في كلية بيربيك بجامعة لندن وجامعة كوليدج لندن.
والكُراث الفارسي هو بصل صغير الحجم يشبه فصوص الثوم الكبيرة ويستخدم بصورة أساسية في المطبخ الإيراني.
وأجرى الباحثون، اختبارات على 4 جزيئات مختلفة من الكراث الفارسي، ووجدوا أن الجزيئات الأربعة أظهرت انخفاضا ملحوظا في وجود البكتيريا المقاومة للأدوية المضادة للسل المقاوم للأدوية، ما يجعل هذه الجزيئات مرشحة بقوة للاستخدام في إعاقة نمو خلايا السل المعزولة بنسبة أكثر من 99.9%.
وأوضح الباحثون، أن المواد المضادة للبكتيريا المستخلصة من ذلك البصل يمكنها زيادة فعالية أدوية المضادات الحيوية الموجودة حاليا لعلاج مرض السل.
وخلص الفريق إلى إمكانية استخدام المركبات الكيميائية مع المضادات الحيوية الموجودة لمحاربة سلالات السل التي تطور مقاومتها للأدوية المضادة للبكتيريا.
وقال الدكتور سانجيب باكتا، من إدارة العلوم البيولوجية في بيركبيك، إنه على الرغم من الجهود العالمية الكبيرة للحد من انتشار مرض السل، إلا أن هذا لم يمنع من وجود 10 مليون إصابة جديدة ووفاة مليوني شخص بسبب المرض في 2016
وأوضح أنه في إطار البحث عن مضادات جديدة للبكتيريا، “نتجه للتركيز على الجزيئات القوية بصورة كافية لتطويرها تجاريا لتصبح أدوية جديدة مستقلة بذاتها”.
وأشار الدكتور باكتا، إلى أنه في هذه الدراسة أظهروا أنه من خلال تعطيل عمل خصائص المقاومة الرئيسية لدى مرض السل، فإن “إحدى الجزيئات يمكنها زيادة تأثير المضادات الحيوية الموجودة وعكس الاتجاه السائد حاليا لمقاومة الأدوية”.
من جانبه، قال البروفيسور سيمون جيبسون، رئيس إدارة المنتجات الدوائية والكيمياء البيولوجية في جامعة كوليدج لندن، إن المنتجات الطبيعية المستخلصة من البناتات والميكروبات لديها إمكانيات هائلة كمصدر للمضادات الحيوية الجديدة.
وأضاف أنه: “من المرجح أن نباتات مثل الكُراث الفارسي تنتج هذه المركبات الكيميائية كوسيلة دفاعية ضد الميكروبات الموجودة في بيئته الطبيعية”.
لكن الباحثين قالوا إن “الأبحاث ما زالت في مراحلها المبكرة وهناك حاجة لإجراء تجارب سريرية لتأكيد هذه النتائج”.
وبحسب الباحثين، يموت سنويا في أوروبا 25 ألف شخص جراء العدوى المرتبطة بمقاومة الأدوية.
وفي مايو/أيار الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية، تقريرا بشأن الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات، كشف أن مقاومة المضادات الحيوية لم تعد مجرد تنبؤ خاص بالمستقبل، فهي تحدث الآن بالفعل، وعلى نطاق العالم، مهددة القدرة على علاج أنواع عدوى شائعة في المجتمع المحلي والمستشفيات.
وحذّر التقرير من أنه إذا لم تُتخذ إجراءات منسقة في هذا الصدد سيسير العالم نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن فيه لأنواع عدوى وإصابات بسيطة شائعة، كانت قابلة للعلاج طيلة عقود من الزمان، أن تفتك بالأرواح من جديد. –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى