كتابات خاصة

تحري الكذب

فكرية شحرة

 من لسعه الكذب فأحرقه لا بد أن يكره الكذابين ويراهم شرار الخلق مهما تعاظمت صفاتهم الأخرى في محاسنها.

 من لسعه الكذب فأحرقه لا بد أن يكره الكذابين ويراهم شرار الخلق مهما تعاظمت صفاتهم الأخرى في محاسنها.
فالكذب هو القبح الكبير الذي يتجمل به شخص أشد قبحاً؛ وهو شيء أقبح من كل شيء هو مبتدأ كل شر.
وإن للكذب رائحة تفوح من البعض لتقتل أرواح آخرين.
الإنسان.. هو الكائن الوحيد الذي يتزين بالكذب؛ يتزين كثيراً حتى يغدو قبيحاً جداً.
فالكاذب في رأيي أشد جرما من القاتل؛ الأخير يقتلك مرة والأول يقتلك ألف مرة.
يمكننا أن نحتمل في حياتنا المتزلفين فهم كطفيليات ضرورية كي نعرف الأصحاء منا.
يمكننا أنت نحتمل القساة غلاظ القلوب فهم يهدون لنا بقسوتهم قيمة التراحم فيما بيننا.
يمكننا أن نحتمل الجبناء والضعفاء ونحّملهم في الحياة كثقل إضافي على ظهورنا.
لكننا لن نحتمل الكاذبين والمخادعين فهم الذين يحدثون ثقوبا عميقة في قلوبنا و ذواتنا.
إنه الحفرة التي تتسع كلما غرفت منها حتى تدفنك وتختفي عن عيون وقلوب الناس.
ولا شيء كالوقت يعري الكذب في الكلام فحبل الكذب الزمني بلا مسافات وقتية ستقطعه محطات الكشف والفضح.
في الحياة عندما نحاول تصديق كذبات البعض لا يعني أننا أغبياء أو أنهم أذكياء في حبك الكذب؛ نحن فقط ندعي الغباء كي لا نتألم أكثر لصنيعهم.
 إنه التغاضي السبيل كي لا نتفرق فكلما أتفقنا أن نقترب؛ أبعدتنا مسافات الكذب.
للأسف مهما حاولت استنطاق شياطين الكذب في شخص يعتاش على الكذب لن تحصل على حقيقة واحدة فمن يتنفس الكذب يختنق بالصدق.
هناك من يوغل في الكذب كثيرا فيحرق سفن الندم كي لا يؤوب للصدق و يحرق بذلك قلوبا خلقت لتغفر.
لقد صار لزاماً علينا من باب الإنسانية والرفق بحيوانية البشر مراعاة قدرات البعض الأخلاقية تماماً كمراعاة قدرات البعض العقلية والجسدية.
بمعنى من كانت أخلاقه متدنية ويعاني عوزاً وإعاقة أخلاقية ويلجأ للكذب كوجبة أساسية علينا أن لا نتوقع منه مواقف الأخلاق العظيمة أو الرفيعة بل علينا توقع الأسوأ ونبني حساباتنا على ذلك.
 المعاقين أخلاقياً هم الأكثر خذلانا وخيانة بحكم قدرتهم على ذلك للأسف.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى