كتابات خاصة

عن تعز وحاشد والمشروع الإمامي

أحمد عثمان

 يعلم اليمنييون أن الانقلابيين وهم يرون غرق سفينتهم سيجتهدون في تحويل المعركة إلى مناطقية وقروية لتستمر الحرب من (طاقة إلى طاقة)، ومن محافظة إلى اخرى، إنتقاماً من الشعب إن استطاعوا. يعلم اليمنييون أن الانقلابيين وهم يرون غرق سفينتهم سيجتهدون في تحويل المعركة إلى مناطقية وقروية لتستمر الحرب من (طاقة إلى طاقة)، ومن محافظة إلى اخرى، إنتقاماً من الشعب إن استطاعوا.
 لا يستطيع الحوثي أن يدلس على أحد، ليتجنى على قبيلة (حاشد) ويقدمها كطرف في الصراع والقتل في مواجهة أبناء الشعب، كما لا يستطيع أن يستغفل أبناء الشعب اليمني ويجرهم إلى معارك مناطقية لحماية مشروعه الطائفي الذي يتهاوى.
فحاشد هي الضحية الاولى للمشروع الإمامي القديم والحديث وهي الضد المناهض للإمامة تاريخياً، وقد سقط شهداء وأعدم قادتها وشردوا وهدمت قرى ومساجد وبيوت قديما وحديثا؛ وكان لحاشد دوراً معلوماً في ثورة سبتمبر وفي ثورة 11 فبراير، وقطعت بذلك مؤامرة علي عبد الله صالح الذي حاول أن يدفع بحاشد والقبائل لإثارة حرب مناطقية لضرب الثورة الشعبية وشبابها على طريقة (قبيلي يندع قبيلي والدولة تفرع!)، كما قال “يحى الراعي” في تسريب (الكولة) المشهور.
لقد حضرت حاشد برموزها وتبعتها بقية القبائل إلى ساحة التغيير؛ لتصبح المعركة ثورة شعبية بين الشعب والحاكم المستبد، وليس حربا بين (مطلع ومنزل) كما كان يتمنى عفاش ويريده الحوثي اليوم، حينها احرقت كل الأوراق وقلبت الطاولة لصالح الثورة الشبابية.
وعندما استدعيت جماعة الحوثي بروحها وتوجها العنصري الإمامي، لاسقاط مخرجات الحوار والدولة الاتحادية كانت تنظر إلى حاشد بعين المنتقم، وبتكالب أطراف داخلية وخارجية ضد ثورة الشباب ومخرجاتها، هجمت جماعة الحوثي على حاشد وتفردت مع قوة عفاش بأحد رموز الجيش الوطني من أبناء حاشد الذي ساند ثورة فبراير اللواء/ حميد القشيبي، والذي ضرب مثلاً في الصمود هو ورجاله ليصلوا إليه فيصبوا حقدهم بأكثر من سبعين رصاصة على جسده المنهك. كان هذا الحقد بالأساس منصبا على مواقف حاشد من الجمهورية، وثورتي سبتمبر وفبراير.
اجتيحت حاشد بكتائب المليشيات المعدة وقوات الحرس الجمهوري، وحينها حاربت وحيدة ولأشهر.. كما اجتيحت العاصمة، وبقيت المدن في انتفاشة هوجا، وكان الغرور والغطرسة تتعالى على حاشد كما تتعالى على عدن و تعز و ذمار و إب  وحضرموت وكافة المحافظات اليمنية.. وتعتمد بالأساس على كتائب الموت والحسين وحنشان الظمأ وقوات الحرس الجمهوري متعالية على الشعب والقبائل، وفي المقدمة حاشد التي هدمت بيوت رموزها ومدارس القرآن فيها ومساجدها إمعانا في الإذلال.
اليوم وبعد أن انكشف الغطاء وتعرت قوة الغطرسة العنصرية وسقطت كقوة ومشروع أمام صمود الشعب يأتون ليتحدثوا عن (نكف) حاشد وكأن الانقلاب انقلاب حاشد، أو هي التي انقلبت على الدولة كقبيلة ونهبت المؤسسات وغزت المدن وقتلت الناس، مع العلم أن ابناء حاشد  نصفهم مشردين وكثير منهم يحملون راية المقاومة على أبواب صنعاء، وجناية الحوثي على حاشد مهولة، وأضح أن الهدف من هذا التحريض المناطقي ضد أبناء اليمن هو محاولة بائسة  لتحويل المعركة إلى مناطقية وتحديدا بين تعز وحاشد بحسب التحريض الاعلامي المكشوف،     انتقاما من تعز وحاشد متوهمين أن بامكانهم الهروب والاختباء في فتنة مناطقية يشعلونها بعد سقوط مشروعهم الطائفي، وتحويل الكارثة التي صنعوها إلى ثأر مع وضد قبائل ومناطق  اليمن، وتحديدا حاشد وتعز ضلعا الثورات اليمنية ومقاومة الإمامة، وهي محاولة فاشلة،
 ستسقط كما سقطت محاولة التحريض السابقة في 11 فبراير بوعي أبناء الشعب، وخصوصا تعز وحاشد اللتان تعرفان جيدا أن لا عدو لهم سوى الإمامة والاستبداد المتمثلة بضلعي الانقلاب الحوثي وعفاش، وما عدى ذلك تفاصيل في جوانب الكارثة التي صنعها هولاء!
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي. 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى