أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

في اليوم العالمي للتراث.. الصراعات تدمر تراث اليمن وسط تحديات لا تحصى! ( تقرير خاص)

يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

صادف يوم أمسٍ الجمعة، الموافق/ 18 أبريل، اليوم العالمي للتراث، الذي يحتفي فيه العالم بذاكرته الجماعية المتمثلة في تراثه الأثري الذي يميز كل دولة عن غيرها.

ومع احتفاء العالم بهذه المناسبة يواجه التراث اليمني كارثةً حقيقيةً تهدد بمحو صفحاتٍ مهمةً من تاريخه وحضارته، بين البيع والإهمال، والتجاهل والنسيان.

وفي السنوات الأخيرة ازدادت عمليات تهريب الآثار اليمنية إلى دول عربية وغربية، من تلك الآثار قطعٌ أثرية تعود لآلاف السنين وتميز دولة اليمن وحضارتها القديمة.

وفي 16 الشهر الجاري، أبريل/نيسان 2025 تمت استعادة قطعة أثرية قتبانية، يعود تاريخها إلى 100سنة قبل الميلاد، كانت بحوزة حفيد أحد الضباط الذين كانوا ضمن الجيش البريطاني في عدن قبل الاستقلال.

يمنيون يعبرون عن أسفهم الشديد لما يحدث اليوم للموروث اليمني من تهميش متعمد وغير متعمد، وما تواجهه الآثار اليمنية التي تباع بأبخس الأثمان وتعرض في المتاحف الدولية على أنها تمثل دولًا أخرى.

*بين الإهمال والاستغلال*

بهذا الشأن يقول الكاتب والناشط السياسي، عبدالملك نصر الفهيدي” الموروث والتراث اليمني والآثار والمناطق الأثرية ضاعت في هذه الحرب ، فاليمن نتيجة هذه الحرب أصبحت منقسمة بين أطراف الصراع، وهذا الانقسام أدى إلى عدم الاهتمام بالإرث الشعبي والمناطق الأثرية،. وهذا ما جعل التراث اليمني ضحيةً ذلك”.

وأضاف الفهيدي لـ” يمن مونيتور” الحرب في اليمن أدت إلى ضياع الآثار والتحف اليمنية، وسرقتها وبيعها، ومعلوم أن تراث اليمن مليئ بالتنوع والعظمة وهو يحمل حضارةَ اليمن وثقافته، لكن الطبقة السياسية والمتحاربة أضاعت هذا التراث بإهمالها والبعض قام بهدم المناطق الأثرية بسبب سوء الفهم وأحيانا بسبب التطرف”.

وأردف” آثار اليمن ضاعت أو بيعت أو نهبت فمثلًا المتحف الوطني في تعز كان به الكثير من الآثار والتحف ومع الحرب ضاع كل تلك الآثار والتحف، وأصبح المتحف خاليًا من أي قطع أثرية ومعظمها تم بيعها أو سرقتها، وبعض الآثار وجدت في بريطانيا وبعضها في مناطق أخرى”.

وأكد أن” الشعب اليمني متمسك بتراثه وعاداته ويعتز بها ويفتخر بها، وبهذه المناسبة لا بد من إعادة الاعتبار لموروث اليمن العظيم وتراثه وهذه المسؤولية تقع في المقام الأول على السياسيين الذين تخلوا عن واجبهم في الدعم والحفاظ على هذا التراث وتسببوا في ضياع الآثار”.

وواصل” المجتمع وخاصة الطبقة المثقفة والواعية منه تتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على التراث من حيث نشر الفهم والتوعية بأهمية هذا التراث والحفاظ على آثاره ومناطقه الأثرية والتي هي الإرث الحقيقي والعظيم لهذا الشعب المعتز بتراثه”.

واختتم” رغم الحرب والصراع وازدهار التكنولوجيا وتعدد الأفكار والثقافات

إلا أن الشعب اليمني له ثقافته الهائلة والعميقة وهو متمسك بها رغم الحرب والانقسام والإهمال ومهما قست الظروف فتراثنا هو حضارتنا، وهذا ما يبعث في النفس السرور من بين ركام كل هذه الأوجاع”.

• غياب المتاحف*

الصحفي فتحي أبو النصر يقول إن” الحرب تركت فرصةً دسمة؟ للعابثين بأن ينالوا من التراث اليمني كيفما يحلو لهم، وهذا ما جعل تراثنا اليوم مهربًا في الدول الأخرى سواء كانت عربية أو أجنبية، فالحوثيون لا تروق لهم الحضارة اليمنية ويحاولون طمسها والاستفادة من ورائها بملئ جيوبهم، ولهذا لجأوا لعمليات التهريب التي أضاعت تراثنا”.

وأضاف أبو النصر لـ” يمن مونيتور” نحن في اليمن نمتلك الآثار ولا نمتلك المتاحف التي تحفظ هذه الآثار من الضياع بين أيدي الطامعين، لا يوجد اهتمام حقيقي بهذا الجانب ولو بالاحتفاظ بما تبقى، فاليمن غنية بالآثار التي لها آلاف السنين”.

وأشار إلى أنه” قبل أيام عادت قطعة أثرية يمنية إلى البلاد من بريطانيا، قطعة صغيرة لكنها بحجم وطن، عمرها يعود إلى ألف سنة قبل الميلاد، نجت من الغزاة، وظلّت تتنفس تحت الرماد حتى أفاقت على يد سفير شريف قرر أن يكون سفيرا لليمن، لا سفيرا للكرسي الفارغ والمرتب المصفف”.

وتابع” في الكثير من متاحف العالم ترقد تماثيل سبئية، نقوش قتبانية، وأوانٍ حميرية، تتلو علينا من وراء الزجاج مراثي وطن مبيع، تُقرأ بلغة لا يسمعها إلا من بقيت في قلبه ذرة حياء “.

*مسؤولية الجميع*

وعن كيفية الحفاظ على التراث، يقول الكاتب والأكاديمي، د. علي العسلي” الحرب هذه كارثة دمرت الأخضر واليابس ومن ضمن القطاعات التي دُمرت بسبب الحرب هي التراث، ولهذا ينبغي على الحكومة الشرعية والفاعلين والنشطاء والحقوقيين أن يوثقوا الجرائم والانتهاكات التي تطال التراث والآثار اليمنية وتحديد أماكنها وإبراز كيف كانت وكيف صارت”.

وأضاف العسلي لـ” يمن مونيتور” الاهتمام بالآثار وإبرازها كيف كانت وكيف أصبحت وما الذي طرأ عليها بسبب عوامل الزمان والمكان، تجعل المتطلع والمهتم والمختص يوليها اهتمامًا ويصلح ما أصابها من خلل وإعادتها بالشكل الذي كانت عليه”.

وتابع” إذا ترك الإعلامُ مساحةً خاصة بهذا الجانب لمتابعة كل جديد فيه، هذا الأمر سيعلي من قيمة التراث في نظر العامة والخاصة وبالتالي سيتم الحفاظ على التراث بالترميم والمحافظة”.

وواصل” من الضروري تشكيل لجنة رسمية وشعبية للحفاظ على الآثار والتراث اليمني، تكون مهمتها الرصد والمتابعة والتدقيق ورفع القضايا التي تخص الآثار في المنظمات والمحاكم الدولية فيما يخص المهربين الذين يبيعون الآثار ويخربونها وذلك بفضحهم وتعريتهم ليكونوا عبرة لغيرهم”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى