كتابات خاصة

أطفال اليمن والحرب

إفتخار عبده

الحرب مأساة كبيرة، تغتال أحلام العديد من المواطنين البسطاء، وسنوات الحرب هي سنوات قحطٍ تأكل الأخضر واليابس، وتورث أحزاناً وهموماً لا خراج منها إلا بانتهائها، والعودة لواقع ملؤه السلام والوئام. الحرب مأساة كبيرة، تغتال أحلام العديد من المواطنين البسطاء، وسنوات الحرب هي سنوات قحطٍ تأكل الأخضر واليابس، وتورث أحزاناً وهموماً لا خراج منها إلا بانتهائها، والعودة لواقع ملؤه السلام والوئام.
الحرب في اليمن حطبت الغث والسمين، وأدخلت أثرها الضار إلى الإنسان والحيوان والجماد، ولم تدع في الوطن شيئاً جميلاً إلا ومسته بنيرانها البائسة.
وللأطفال من مآسي الحرب ودواعيه حظٌ كبير، فقد أحرمت أغلبهم، إن لم أقل جميعهم، من معنى الطفولة المتمثل بالبراءة واللعب والمرح والنعومة التي يتغنى بها الكثير، وهي التي أحرمتهم تعليمهم، حيث ترسم بأسلحتها الكبيرة والصغيرة على وجوههم الحزن العميق واليتم المرير، وتفتح أمامهم مستقبلاً تخلو صفحاته من السعادة التي  يحلم بها كل صغيروكبير.
أطفالُ الأمس الذين  يتسمون بالرقة والجمال وبالقلوب النظيفة الخالية تماماً من أي هم، والذين كانوا يجدون حظاً وافراً من دلال الأبوين وخوفهما الشديد عليهم، إما من الحر الشديد أو البرد  القارس، هاهم اليوم بغير تلك الحال؛ فقد ذهب الأب المُدلِل إلى حياة غير الحياة، وقلبُ الأم  النابض بالحنان والخوف قد أصبح متنازلاً بعض الشيئ عن ذلك الخوف مقابل البقاء على قيد الحياة.
 في بلدي الحزين هناك من الأمهات من تدفع بأبناءها إلى ميدان الحياة وهم في سن الصِّغـر، ليبحث لأسرته عن مصدر عيش ويتركون مقابل ذلك مدارسهم وما فيها من علم ولعب ولهو.
هنا ترى أطفالاً قُصَّر يحملون هموم أسرٍ كبيرة، ويعملون طوال النهار تحت حرارة الشمس القاسية، إما بحمل الأحجار والأعمال الشاقة، أو بحمل بضاعةٍ زهيدة من الخضار والذهاب بها إلى أماكن بعيدة لبيعها والحصول مقابل ذلك على فارق بسيط بالسعر، يقون به أنفسهم وأهليهم شر الفقر.
وإن منهم من يبيتُ متسولاً بالشوارع والطرقات العامة، وعن هذا حدث ولا حرج، فهموم ومآسٍ كثيرة يعاني منها الأطفال في الحرب وما يزالون على قيد الحياة يتكبدون آلامها، ثم ناهيك عن أولئك الذين قد أكلت الحرب أجزاء من أجسادهم، إن لم يفقدون بالكامل.
فمن الأطفال من فقد إحدى رجلية، ومنهم  من خسر إحدى  يديه، وذلك جراء ضربة عشوائية أصابت منزله، ومنهم من يفقد جميع أقاربه ويبقى لوحده ينتظر ميعاد موته هو.
وإن الكارثة الكبرى، والجريمة الشنعاء التي تُرتكب بحق الطفولة في زمن الحرب هي تجنيدهم واستخدامهم بالقتال في حربٍ يجهلونها، وقد يتم إجبار أسرهم على جعلهم مجنديين في إطار مليشيات لا هدف لها سوى السيطرة على الوطن والمواطنين.
نسأل الله لنا ولجميع أطفال اليمن السلامة ، والخروج من هذا الواقع البائس والحزين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى