غريفيث: هجوم الحوثيين على مأرب عطل جهود السلام
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الأربعاء، إن هجوم الحوثيين على مدينة مأرب عطل جهود السلام وألحق خسائر “مذهلة” في الأرواح.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن المنعقدة حاليا عبر الاتصال المرئي في نيويورك حول التطورات السياسية والإنسانية للأزمة اليمنية.
وجدد غريفيث دعوته للحوثيين إلى وقف هجومها على مأرب فورا، محذرا من أنه كلما طال أمد الهجوم على مأرب، تفاقمت المخاطر التي تهدّد استقرار اليمن وتماسكه الاجتماعي على نطاق أوسع، مع فرصة انتقال النزاع إلى مناطق أخرى في اليمن.
وأضاف يقول: “لا مبرر للهجوم المستمر على مأرب. هناك خيارات مطروحة على الطاولة كما نعلم من شأنها أن تسمح بالتسوية السلمية والدائمة للقضايا الرئيسية”.
وشدد غريفيث على أن “السبيل إلى إنهاء الصراع هو من خلال تسوية سياسية تفاوضية شاملة، والمطروح اليوم قد لا يكون ممكنا طرحه غدا”.
وقال غريفيث: “على الرغم من الجهود المضاعفة في الأشهر الأخيرة للتوصل إلى حل سلمي للصراع فأنا لست هنا اليوم لأبلغكم أن الأطراف تقترب من التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف: “بدلاً من ذلك أبلغكم عن تصعيد عسكري لا هوادة فيه من قبل جماعة الحوثي في مأرب (شرق)، واستمرار القيود على الواردات عبر ميناء الحديدة (غرب) والقيود المفروضة على حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد وغياب العملية السياسية ما يحرم الشعب اليمني من الأمل في اقتراب نهاية الصراع”.
وأكد أنه “يمكن التوصل إلى اتفاق إذا لبى القادة السياسيون الرئيسيون نداءات الشعب اليمني والمجتمع الدولي، بما في ذلك هذا المجلس، واتخذوا القرار الصحيح وهو إنهاء النزاع وفتح باب السلام”.
ولفت غريفيث، أنه “سيعمل مع الفرقاء اليمنيين في الأسابيع المقبلة، من أجل إنجاز صفقة من شأنها وقف القتال ومعالجة القضايا الإنسانية الحرجة واستئناف العملية السياسية”.
وشدد غريفيث على أن المطروح على الطاولة الآن لن يظل على الطاولة لما لا نهاية، والمماطلة بالمفاوضات لا تخدم أحدا.
وأكد في ختام كلمته أنه في الأسابيع المقبلة، سيكون هدفه العمل مع الأطراف لاختتام المفاوضات. داعياً المجتمع الدولي للضغط بطرق مختلفة على الحوثيين لدعم هذه المساعي.
وأنهي غريفيث أفادته بقوله “هذا هو واجبي كوسيط الوسيط، لكن لا يمكنني إجبار الأطراف على التفاوض. هذا هو واجبهم”.
وأفادت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن “غريفيث” الدبلوماسي البريطاني سيعين منسقا للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ وهي أكبر هيئة في المنظمة الدولية. ويعتبر غريفيث الدبلوماسي السابع البريطاني السابع الذي يتولى المنصب فالمسؤول الحالي هو مارك لوكوك وهو بريطاني أيضاً.
ولفتت المجلة أن من المتوقع أن يتم التعيين، يوم الأربعاء، من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقالت فورين بوليسي: تم تقويض موقف غريفيث بسبب رفض الحوثيين مقابلته، وتراجع دوره عندما قررت إدارة بايدن، التي لديها مبعوثها الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ القيام بدور أكثر نشاطًا في محاولة التفاوض بشأن نهاية الحرب.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.