أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

مزارعو المانجو في اليمن.. بين مطرقة السيول وسندان ضعف التسويق وغياب الاهتمام (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ محيي الدين فضيل

تواصل سيول الأمطار إلحاق الأضرار التدميرية بمزارع المانجو في اليمن، بعد أن تكبد المزارعين في السابق أزمة اقتصادية حادة على صعيد تدني الأسعار وكساد الموسم وعدم تصريف الإنتاج، بسبب غياب الاهتمام الرسمي.

في وادي العقمة بمديرية موزع جنوبي تعز، يشكو العشرات من المزارعين من تراجع المساحة الزراعية لشجرة المانجو التي يشتهر الوادي في إنتاجها، ذلك ناتج عن كمية السيول التي يستقبلها الوادي، وسبب آخر ناتج عدم تحقيق عائدات مالية تمكنهم على الأقل من تغطية تكاليف الإنتاج الباهظة.

“السيول تجرف مئات الأشجار”

وفي هذا الشأن، يقول في المزارع رشيد محمد دبسان لـ”يمن مونيتور”، إن الأمطار الغزيرة التي سالت في وادي العقمة أكبر الأودية المائية في المديرية خلال الفترة الأخيرة، تسببت في جرف نحو 50 شجرة من أشجار المانجو التي يعتمد عليها المزارعون كمصدر للعيش والدخل”.

يشير المزارع دبسان، إلى أن “الأضرار تتكرر كل عام، حيث تجرف السيول عدد من الأراضي الزراعية ومعها أشجار المانجو وسط مساعٍ ومحاولات فردية يقوم بها المزارعون لإصلاح ما دمرته السيول لكن دون جدوى، إذ أن الحلول الفردية لا تفيد في ظل غياب اهتمام الدولة في المزارعين ومزارعهم”.

يضيف دبسان حديثه إلينا بالقول: “خسارة 50 شجرة في فترة قصيرة ليس بالأمر السهل، هذا يعني خسارة المزارعين لجزء من مصادر عيشهم في ظل الفقر والبطالة”.

من جانبه، يقول المزارع سالم محمد (70 عاما)، إن “مناطقهم الزراعية مغيبة تماما من الاهتمام الحكومي ناهيك عن غياب أي دور للمنظمات الدولية الداعمة، مشيراً إلى أنه يعجزن في كثير من الأوقات عن توفير الأسمدة لمكافحة الحشرات”.

وأضاف الحاج سالم في حديثه لـ”يمن مونيتور”، أن “العزلة كانت بها ما يزيد عن1000 من شجر المانجو لكن ثلثها راح بسبب جرف السيول حيث تنعدم الحواجز للتخفيف من أضرار السيول الشديدة التي تصل الوادي، رغم مطالبات المزارعين المستمرة بعمل حواجز وسدود تخفف من جرف التربة الزراعية غير أن تلك المطالبات والمناشدات لا تلقى أي تفاعل أو اهتمام من قبل الجهات المعنية.

سيول تجرف أشجار المانجو بوادي موزع

 

 

“ضعف التسويق وقلة المردود”

وليست وحدها سيول الأمطار، ما تثقل كاهل مزارعي المانجو جنوبي تعز اليمنية، إذ ثمة عوامل أخرى، لعل أبرزها غياب التسويق وقلة المردود المالي، وهو ما ضاعف من معاناة المزارعين وزاد من الأعباء على كاهلهم.

وفي هذا الشأن، يقول محمد الراعي، لـ”يمن مونيتور”، إن “فاكهة المانجو التي تشتهر بها منطقة موزع في تعز، لم تعد اليوم مجدية في الفترة الحالية، نظراً “لعدم وجود آلية لتسويق المنتجات من قبل الدولة سواء للداخل المحلي أو الخارج”.

وأشار إلى أن “غياب تشجيع المزارعين من جانب الدولة، ومحاربتهم بالسماح بدخول أصناف حديثه إلى الأسواق المحلية، خلق نوع من التنافس عاد يثقله سلبا على المزارعين وعائداتهم”.

وأوضح الراعي، أن “ضعف التسويق لمنتج المانجو في هذه المناطق أدى إلى تراجع حماس المزارعين في زراعتها، إذ تباع بثمن بخس لا يتناسب مع تكاليف التجهيز وجهود المزارعين ما أحبط معنوياتهم”.

وحذر الراعي من مخاطر الإهمال وعدم تشجيع المزارعين، من أن ذلك قد يشجع على قلع هذه الفاكهة وزراعة “نبتة القات” بدلها عنها بحثا عن مردود اقتصادي أفضل وهو ما بدأت مشاهدته في الفترة الماضية من بعض المزارعين.

وتقدر الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية، عدد أشجار المانجو المزروعة في اليمن بحوالي 2 مليون و17 ألف شجرة منها 30% أشجار غير مثمرة.

ومن أصناف المانجو المزروعة في مناطق اليمن: (قلب الثور، تيمور، أبو سنارة، الحافوص، الفونس، الباميلي، البركاني، والسوداني).

والمحافظات المنتجة للمانجو، هي “الحديدة وحجة ومأرب وتعز ولحج وأبين وحضرموت والمحويت”، غرب وشمال غرب وجنوب وشرق اليمن.

مانجو لحج الفاكهة المتميزة والشهيرة باليمن | Cultural | الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى