عربي ودولي

مونديال 2022.. كيف تستعد قطر لمواجهة كافة التوترات المتوقعة؟

يمن مونيتور/ الحرة:

كشف تقرير لموقع “ياهو” الإخباري، كيف يمكن للدولة الخليجية الصغيرة أن تواجه توترات سياسية قد يجلبها الجمهور الذي سيحضر مباريات كأس العالم لكرة القدم.

وأشار التقرير إلى أن قوات الأمن القطرية تتمتع بخبرة قليلة في التعامل مع أعمال الشغب، التي رافقت تاريخيا المباريات عالية المخاطر في أوروبا.

وتعرضت روسيا للإقصاء من تصفيات كأس العالم بسبب غزو الكرملين لأوكرانيا منذ فبراير الماضي، وهذا ما يجعل التوترات بشأن  هذا الصراع – أو غيره – مسألة لا يمكن استبعادها.

وتتوقع السلطات القطرية أن يزور الدولة 1.2 مليون مشجع الدوحة لحضور مباريات كأس العالم التي تقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط منذ انطلاق المونديال عام 1930.

وقد تواجه السلطات القطرية دعوات من أجل حقوق العمال والمساواة بين مجتمع الميم وقضايا أخرى تضع الإمارة الثرية في مرمى أضواء دولية لا مثيل لها.

وتكاد السياسة داخل حدود الدولة الخليجية أن تكون معدومة. وتتركز السلطة في يد أمير البلاد وانتقاد السلطات مقيد بشدة، والجماعات ذات التوجهات السياسية محظورة، بحسب الموقع.

وقال مسؤول حكومي قطري، طلب عدم الكشف عن هويته تماشيا مع اللوائح التنظيمية، “يتم تشجيع وجهات النظر المختلفة وسيكون للجماهير الحرية في التعبير عن أنفسها خلال كأس العالم، كما فعلوا خلال الأحداث الأخرى التي استضافتها قطر”.

وتعتبر قطر أول دولة عربية وإسلامية تستضيف كأس العالم لكرة القدم – أهم حدث رياضي في العالم – وهذا يثير مخاوف في دولة تجرم حالات السكر في الأماكن العامة. ويعد شرب الكحول شائعا في بطولات كأس العالم، سواء داخل الملاعب أو خارجها.

ولا يُعتبر تناول المشروبات الكحولية لغير المسلمين الذين تفوق أعمارهم 21 عاما، غير قانوني في قطر، لكن ذلك يحصل ضمن إطار محدود جدًا. يُمنع جلب هذه المشروبات في الأمتعة، حتى لو تم شراؤها من الأسواق الحرّة. ويُسمح للمقيمين بشراء المشروبات الروحية من متاجر مخصّصة لذلك، لكن هذه الأخيرة ليست مفتوحة أمام الزوّار.

ويمكن للمشجعين تناولها في الفنادق الكبيرة. وستفتح أكشاك لبيع البيرة حول الملاعب قبل ثلاث ساعات من موعد المباريات وحتى 30 دقيقة قبل صافرة البداية، على أن تفتح مجددًا لمدة ساعة بعد انتهائها. ولن تسمح قطر بشرب الكحول أثناء المباريات.

وقال الخبير في شؤون الخليج بمعهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، كريستيان أولريتشسن، إنه يتوقع أن تتسامح قطر مع (نشاطات) خلال كأس العالم، خاصة إذا كانت لا تتعلق بالقضايا السياسية أو الجيوسياسية.

وأضاف: “الشرطة القطرية تتدرب جنبًا إلى جنب مع نظرائها الدوليين، بما في ذلك من المملكة المتحدة، وتركز على قضايا مثل السيطرة على الحشود، بطرق تعمل على خفض التصعيد”.

ويتمتع المواطنون في قطر، الذين يعتبرون أقلية بين الأجانب المقيمين، برفاهية سخية من المهد إلى اللحد تدفع ثمنها ثروة شبه الجزيرة من الغاز الطبيعي.

ويشكل العمال الأجانب أكثر من ثلثي السكان، الذين يقل عددهم عن 3 ملايين نسمة، ويمثلون ما يقرب من 95 بالمئة من القوى العاملة.

والشهر الماضي، قال دبلوماسي، وشخص مطلع على البيانات الصحفية الصادرة عن السلطات القطرية للشرطة الأجنبية لرويترز، إن مشجعي كأس العالم لكرة القدم في قطر الذين يُقبض عليهم وهم يرتكبون جرائم بسيطة مثل حالات السكر في الأماكن العامة، سيفلتون من الملاحقة القضائية بموجب خطط تدرسها السلطات في الدولة المحافظة.

ووفقا للقوانين القطرية، فإن حرية التعبير مقيدة والمثلية الجنسية غير قانونية والجنس خارج نطاق الزواج محظور.

ويمكن أن يؤدي السكر في الأماكن العامة إلى عقوبة السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وبعض الأشياء التي تعتبر حميدة في مكان آخر، مثل إظهار مشاعر الحب العلنية أو ارتداء ملابس كاشفة يمكن أن تكون سببا للاعتقال.

وتصنف منظمة فريدوم هاوس، ومقرها الولايات المتحدة، التي تستقصي التغيير الديمقراطي والتراجع في جميع أنحاء العالم، قطر على أنها “ليست حرة”.

ولطالما واجهت قطر خلال السنوات الماضية تدقيقا دوليا بعد فوزها بشرف استضافة كأس العالم عام 2010، لا سيما في مجال حقوق الإنسان.

وسلط كأس العالم بالفعل الضوء على ما تصفه الجماعات الحقوقية بالظروف الاستغلالية التي يتحملها العديد من العمال الأجانب، بما في ذلك عمال البناء الذين ساهموا في تشييد الملاعب والبنية التحتية الأخرى.

وعملت قطر بإصلاح قوانين العمل في السنوات الأخيرة وفككت الكثير من نظام الكفالة التقليدي الذي يربط العمال بأصحاب عملهم.

كما فرضت حدا أدنى للأجور الشهرية يبلغ حوالي 275 دولارا. لكن النشطاء يقولون إنه يتعين بذل المزيد من الجهد لضمان حصول العمال على رواتبهم في الوقت المحدد وحمايتهم من الانتهاكات الأخرى.

ويمنع العمال الأجانب من تشكيل النقابات، وليس لهم أي حقوق سياسية في بلد غير متسامح مع انتقادات السلطات.

وقُبض على ما لا يقل عن 60 عاملا في أغسطس، بسبب تنظيمهم احتجاجا على عدم دفع الأجور.

واحتجز حارس أمن كيني كتب دون ذكر اسمه عن محنة العمال الأجانب لعدة أشهر وغرم العام الماضي قبل أن يغادر البلاد.

وتضغط العديد من اتحادات كرة القدم على قطر بشأن حقوق العمال، وقال الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم إن لاعبيه سيلتقون بالعمال المهاجرين، الذين ستتم دعوتهم إلى معسكرهم التدريبي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى