عربي ودولي

زلزال تركيا وسوريا: أمطار غزيرة تعرقل جهود الإنقاذ وزلزال جديد بقوة 5.6 يضرب وسط تركيا 

 يمن مونيتور/بي بي سي

تصارع فرق الإنقاذ الأمطار الغزيرة والثلج أثناء سباقها مع الزمن من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا. 

وتخطى عدد القتلى في تركيا وحدها 2920 قتيلا حتى الآن، إذ تتزايد أعداد القتلى والمصابين بصورة كبيرة، منذ وقوع أول زلزال صبيحة الإثنين بالتوقيت المحلي. كما ارتفع عدد ضحايا الزلزال في سوريا إلى أكثر من 1500قتيل. 

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الضحايا في كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، قد يرتفع إلى ثمانية أضعاف. 

ويشعر الكثير من سكان المناطق المنكوبة بالذعر إلى حدٍ يدفعهم إلى رفض العودة إلى منازلهم. 

وبلغت قوة هذا الزلزال 7.8 درجة على مقياس ريختر للزلازل، وضرب المنطقة في الساعة 4:17 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين الماضي. وكان مركزه يقع على بعد 17.9 كيلو متر تحت سطح الأرض بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، وفقا لجمعية المسح الجيولوجي الأمريكية. 

وبعد 12 ساعة من الزلزال الأول، ضرب زلزال آخر شمالي مدينة غازي عنتاب، بنفس الشدة تقريبا، وعلى مقربة من مركز الزلزال الأول. 

ويقول الخبراء إن الزلزال الأول كان من أشد الزلازل التي تم تسجيلها في تركيا على الإطلاق، وأكد ناجون أنه استغرق نحو دقيقتين كاملتين. 

زلزال جديد بقوة 5.6 في وسط تركيا 

في غضون ذلك، ذكر مركز الزلازل الأوروبي المتوسطي، ومقره فرنسا، أن زلزالا جديدا ضرب وسط تركيا بقوة 5.6 درجة، مضيفًا أنه كان على عمق كيلو مترين. 

بينما قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال الذي بلغت قوته 5.5 درجة وضرب وسط تركيا كان على عمق 10 كيلومترات (6 أميال) بالقرب من بلدة جولباسي. 

وقالت الوكالتان إن الزلزال وقع في الساعة 03:13 بتوقيت غرينتش صباح الثلاثاء، ولم تقدما مزيدا من التفاصيل. 

وتعرضت منطقة جنوب شرق تركيا لسلسلة من ارتدادات زلزالية منذ الزلزال القاتل بالقرب من مدينة غازي عنتاب صباح الاثنين. 

ولازالت طواقم الإنقاذ تسابق الزمن، للعثور على ناجين تحت الأنقاض. 

وفي مدينة عثمانية، التي تقع بالقرب من مركز الزلزال، أعاق هطول الأمطار الغزيرة فرق الإنقاذ عن استمرار البحث تحت الأنقاض عن ناجين. 

وانقطع التيار الكهربائي عن المدينة بسبب الطقس البارد والأمطار الغزيرة بينما تخيم أسرة من سكان المدينة في الطريق- رغم درجة حرارة التجمد التي تسود المكان – إذا كانوا خائفين من أن تؤدي توابع الزلزال في انهيار مبنى آخر. 

وفي كل مرة تشعر فيها تلك الأسرة بتوابع الزلزال، تتحرك إلى مكان أقرب إلى منتصف الطريق. 

وقال مالك أحد الفنادق في المدينة لبي بي سي إن 14 من نزلاء الفندق كانوا داخل المبنى تلك الليلة، ولم يتم العثور إلا على سبعة فقط منهم. 

 هناك أسر ترفض العودة إلى المنازل خشية أن تتسبب توابع الزلزال في انهيارها 

وترسل دول كثيرة في جميع أنحاء العالم دعما للمساعدة في جهود الإنقاذ، بما في ذلك فرق متخصصة، وكلاب مدربة على تحديد أماكن الناجين، وغير ذلك من معدات. 

لكن الزلزال ألحق أضرارا بالغة بثلاثة مطارات في تركيا، مما يزيد من التحديات التي تواجه وصول المساعدات الدولية. 

وشهدت منطقة شمال سوريا مقتل أعداد كبيرة من الناس جراء الزلزال، وهي المنطقة التي يقيم فيها ملايين اللاجئين في مخيمات على الحدود التركية. 

وقال شجول إسلام، بريطاني المولد ويعمل في وحدة العناية الفائقة في مستشفى الشفاء في إدلب منذ سبع سنوات، لبرنامج “ذي وورلد تونايت” الذي يُبث عبر أثير إذاعة بي بي سي4، إن الموقف في المستشفى هو الأسوأ على الإطلاق الذي تمر به المستشفى منذ أن عمل بها. 

وأضاف: “المستشفى هنا كامل العدد. ولدينا 300 – 400 مريض في المستشفى في الوقت الراهن … حرفيا هناك سريرا واحدا لكل مصابيْن أو ثلاثة”. 

خارطة 

وأشار إلى أنه يمرض 40-45 شخصا في وحدة العناية الفائقة، قائلا: “أنزع أجهزة التنفس عن مرضى لأعطيها لآخرين بالتناوب، مما قد يزيد من فرص بقائهم على قيد الحياة. نحن حرفيا نقرر على باب المستشفى أي مريض سوف نحاول إنقاذه”. 

وبعد مناشدته العالم إرسال مساعدات دولية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه تلقى عروض بإرسال دعم من 45 دولة. 

وطالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، باستجابة دولية، قائلا إن الكثير من الأسر المتضررة من هذه الكارثة كانوا “بالفعل في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية في مناطق ينطوي الوصول إليها على تحدي”. 

ويرسل الاتحاد الأوروبي فرق بحث وإنقاذ إلى تركيا، كما يتوجه منقذون من هولندا ورومانيا إلى المناطق المنكوبة وهم في طريقهم بالفعل إلى هناك. وقالت المملكة المتحدة إنها سوف ترسل 76 متخصصا، ومعدات، وكلاب إنقاذ للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ. 

وتعهدت فرنسا، وألمانيا، وإسرائيل، والولايات المتحدة بإلمساعدة في التغلب على تبعات هذه الكارثة الطبيعية. كما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة على كل من تركيا وسوريا، وهو ما فعلته إيران أيضا. 

وتقع تركيا في منطقة زلازل هي الأكثر نشاطا حول العالم. وفي عام 1999، ضرب زلزال البلاد، ما أسفر عن مقتل 17000 شخصا في المنطقة الشمالية الغربية. كما قتل 3300 شخصا في تركيا جراء زلزال في ولاية أرزنجان الشرقية. 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى