(انفراد) مصدر حكومي ينفي تصريحات الحوثيين: محاولة للتنصل من فتح “طريق تعز”
يمن مونيتور/ خاص:
قال مسؤول حكومي مطلع على المفاوضات مع الحوثيين، يوم السبت، إن تصريحات الحوثيين محاولة للتنصل من التزاماتها بشأن مطلبنا الوحيد وهو فتح “طريق تعز” الرئيس.
وأضاف المسؤول الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام أن “الدعوة الأخيرة لم تكن لفريق مفاوضات تعز بل للجنة العسكرية، لمناقشة الموضوع العسكري وغرفة العمليات المشتركة، والتنسيق بين بقية اللجان، ونشارك في اللجنة لمناقشة خروقات الحوثيين، وطيرانهم المسيّر وهجماتهم”.
وكان رئيس وفد الحوثيين المفاوض يحيى الرزامي قال يوم الجمعة من العاصمة الأردنية عمّان: إن غياب وفد الطرف الآخر حتى اللحظة يأتي ضمن سلسلة التعقيدات التي ينتهجها لعرقلة أي تقدم في مسار المناقشات وخاصة فيما يخص فتح الطرق في محافظة تعز.
وقال المسؤول الحكومي لـ”يمن مونيتور”: ملتزمون بموعد وصول الوفد العسكري من قِبلنا في الموعد المحدد، منتصف هذ الأسبوع (الأحد أو الاثنين)، ووصول وفد الحوثيين مبكراً إلى عمّان ولقاء نائب المبعوث حاولوا استغلاله لتوجيه اتهام للحكومة الشرعية أنها غير ملتزمة وهو أمر دأب عليه الحوثيون للتنصل من مطلبنا الوحيد الإنساني فتح طريق تعز الرئيسي.
وأضاف: أن مكتب المبعوث الأممي التقى وفد الحوثيين كاستقبال، وخرج الحوثيون يقولون إننا حضرنا ولم يحضر الطرف الآخر، وهو أمر يدل على وقاحة وقلة أدب.
ولفت المسؤول إلى أن الاجتماع عسكري يناقش المواضيع العسكرية للهدنة “ولا علاقة له بموضوع فتح طرق تعز الذي يماطل الحوثيون فيه حتى الآن”.
الحكومة اليمنية نفذت كل شي متعلق بالهدنة، فيما رفض الحوثيون حتى فتح طريق رئيس واحد ليشعر اليمنيين بأن الهدنة حققت شيء لهم وهو المطلب الأول للحكومة وعلى أساسه قامت الهدنة. -مسؤول حكومي لـ”يمن مونيتور”
وقال المسؤول الحكومي إن الحكومة أبلغت مكتب المبعوث بالاعتراض على تصريحات الحوثيين، “ويجب التوضيح أن اللقاء كان لاستقبالهم ولا علاقة له بالمفاوضات أو نقاشات تعز، وأن الحكومة ملتزمة بالموعد المحدد وفق الدعوة الموجهة من مكتب المبعوث”.
وحول طبيعة وفد الحوثيين المفاوض، أشار المصدر إلى أن جماعة الحوثي شكلت فريقاً واحداً لمشاورات عمّان بالأردن لكل مواضيع الهدنة التي بدأت في ابريل/نيسان إذ تأخروا في التشكيل أكثر من 25 يوماً، وأرسلوا وفداً واحداً لكل المواضيع الثلاثة: وقف إطلاق النار، مطار صنعاء وميناء الحديدة، وفتح طرقات تعز.
وحول استراتيجية الحكومة بتوقف كل الملفات حتى فتح طرقات تعز قال المسؤول الحكومي: كانت هذه الاستراتيجية فعلاً لكن من أجل الملفات الأخرى الثلاثة المتعلقة التي تسهم في تثبيت الهدنة، ومنحها الفرصة الكاملة من أجل أن يكون هناك خدمات يشعر بها المواطن.
وقال إن تعليق الملفات حتى فتح طرق تعز يتعلق: بتوسيع الملفات في المرحلة الثانية من الهدنة التي كان يفترض مناقشتها من توسيع عدد الوجهات من مطار صنعاء الدولي، وزيادة عدد الرحلات، وملفات أخرى مثل الإيرادات.
وقال المصدر: الحكومة اليمنية نفذت كل شي متعلق بالهدنة، فيما رفض الحوثيون حتى فتح طريق رئيس واحد ليشعر اليمنيين بأن الهدنة حققت شيء لهم.
ووصل وفد الحوثيين يوم الخميس، إلى العاصمة العُمانية “عمّان” في إطار جولة مفاوضات جديدة مع الحكومة المعترف بها دولياً، والتقى الجمعة بنائب المبعوث معين شريم.
نطالب بفتح طرق رئيسية لنؤكد للمواطنين أن الهدنة جاءت بثمرتها، ويستطيع المواطنين مشاهدتها والمرور بها ومعروفة لديهم، ويمكن ملاحظة إذا تم تعطيلها أو أغلاقها لا أن يفتح طريق غير معروفة وكل يوم يسيطر عليها ويغلقها ويحولها إلى نقاط اختطاف واعتقال–مسؤول حكومي لـ”يمن مونيتور”
فتح طرق تعز
وأصرّ الرزامي في تصريحات عقب لقاء “شريم” على مبادرتهم لفتح طرقات تعز، وقال إنهم: سيفتحون الطرقات من طرف واحد فور عودة الوفد إلى صنعاء.
ورداً على تصريح الحوثيين قال المصدر الحكومي إن حديث الحوثيين أن طريق تعز سيفتح من جانب واحد مثير للسخرية، “فكل الطرقات ستفتح من جانب واحد لأن الحوثيين هم من يغلقون الطرقات والمعابر، فليس هناك طرقات في كل الجمهورية مغلقة إلا من جهة الحوثيين، ولا يوجد طريق تغلقه القوات الحكومية، كل الطرقات الرئيسية يغلقها الحوثيون، فأي طرق سيفتحها الحوثيين ستفتح بشكل طبيعي”.
وأضاف المصدر “نحن نطالب بفتح طرق رئيسية لنؤكد للمواطنين أن الهدنة جاءت بثمرتها، ويستطيع المواطنين مشاهدتها والمرور بها ومعروفة لديهم (يستخدمونها منذ ما قبل الحرب)، ويمكن ملاحظة إذا تم تعطيلها أو أغلاقها لا أن يفتح طريق غير معروفة وكل يوم يسيطر عليها ويغلقها ويحولها إلى نقاط اختطاف واعتقال حتى يرفض الناس المرور منها، أو يتم تقوفهم في نقاط الحوثيين ساعات طويلة دون عبور، في إذلال وإهانة للناس، فالسكان يقولون طريق العادة (المعروف) ولو تأخر”.
وقال المسؤول الحكومي: المشكلة ليست في طريق، بل شارع رئيسي معروف للناس ويربط المدينة بخارجها، “نحن فتحنا مطار، وميناء، وجماعة الحوثي رافضة تفتح للسكان طريق واحد!”
وحول سبب إصرار الحوثيين على هذه الطُرق الفرعية التي يتحدث عنها الحوثيون قال المسؤول الحكومي: الحوثيون يريدون أن يعلنوا أن هناك طريق مفتوحة من الناحية النظرية لكن من الناحية العملية لا تكون هناك أي طريق مفتوحة، فالمساءلة قرار سياسي في طريق تعز ليست قراراً فنياً أو عسكري.
كل ما تردده جماعة الحوثي بشأن مدينة تعز أكاذيب حتى لا يرفع الحصار عنها،-مسؤول حكومي لـ”يمن مونيتور”
وحول تصريح “الرزامي” أن إصرار الحكومة على فتح الطريق الرئيس باتجاه الحوبان، قال المسؤول الحكومي: كل المخاوف الأمنية والعسكرية في تعز هي مخاوف تتعلق بالحكومة وليس بالحوثيين، نحن الذين نخشى أن يهجم الحوثيون على المدينة فهو يتحرك وسط مدينة يفترض أنها تحت سيطرتنا، أما قواتنا (مع تمركزات الحوثيين الجانبية) نحتاج أسبوعين من القتال الدامي للوصول إلى جولة سوفتيل”.
وتابع: فكل ما تردده جماعة الحوثي بشأن مدينة تعز أكاذيب حتى لا يرفع الحصار عنها، إذ تخشى أن يُرفع الحصار حتى لا تنتعش المدينة وتكون نموذج لبقية المناطق المجاورة، لذلك لا تريد أن تراها منتعشة.
وقال المصدر إن تعنت الحوثيين في طريق تعز يعرقل الانتقال إلى المشاورات بشأن تثبيت الهدنة، والمرحلة الثانية منها بمناقشة الإيرادات ودفع رواتب الموظفين، وزيادة عدد الرحلات والوجهات من مطار صنعاء الدولي.
ورفض الحوثيون تقديم تنازلات لفتح طرقات مدينة تعز، ورفضوا المبادرة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بفتح الطرق الرئيسية لإنهاء معاناة السكان المحليين.
ولبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مطالب الحوثيين بفتح رحلات جوية من الشمال، والوصول إلى ميناء الحديدة، وقبول جوازات السفر الصادرة عن الحوثيين. لكن جماعة الحوثي المسلحة رفضت تقديم أي تنازلات.