(وكالة): السعودية تشترط إقامة منطقة عازلة مع اليمن مقابل وقف الهجمات على الحوثيين
يمن مونيتور/ رويترز
نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر مطلعة أن السعودية أبلغت جماعة الحوثي المسلحة، في محادثات رفيعة المستوى بسعي المملكة إلى إقامة منطقة عازلة مع اليمن مقابل إعلان وقف لإطلاق النار.
وأفادت مصادر الوكالة، اليوم الثلاثاء، بأن السعودية أبلغت الحوثيين خلال “محادثات رفيعة المستوى بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة”.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا الاتفاق، في حال التوصل إليه، سيكون أكبر انفراجه في الجهود المبذولة لتحقيق تسوية سياسية في اليمن منذ بدء النزاع في عام 2014.
لكن المصادر قالت إن الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومحافظات يمينة أخرى، قد يكونون أقل استعدادا للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب
وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في حملته الانتخابية بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط، للضغط على الرياض لإنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتعتبر واشنطن والرياض جماعة الحوثي المسلحة في اليمن امتدادا للنفوذ الإيراني في المنطقة.
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ولا متحدث باسم الحوثيين على طلبات للتعليق على تقرير “رويترز”.
وقال مصدران إن الطرفين، اللذين عقدا مباحثات افتراضية، رفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في المحادثات ليشارك فيها محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين ومسؤول سعودي أكبر.
وذكرت المصادر أن الرياض طلبت مزيدا من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.
وتريد الرياض من مسلحي الحوثي مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات ونيران المدفعية.
وفي المقابل، ستخفف المملكة حصارا جويا وبحريا في إطار اقتراح الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، والذي يشمل بالفعل وقف الهجمات عبر الحدود.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.