جريمة رداع وموقف الشعب اليمني
نسفت الجريمة التي قام بها الحوثيون في رداع والتي هي امتداد لجرائمهم السابقة وجرائم الامامة عبر التاريخ كل الدعاية التي حاولوا فيها ان يغسلوا جرائمهم من خلال التمسح بالقضية الفلسطينية وقد ذهب محمد البخيتي وبعض قيادات الميليشيا الى رداع وجاءوا بشخص يقول نحن مع المسيرة ومع السيد القائد !! ومع انهم هم من قام بالتصوير والترويج لما قاله هذا الشخص الذي اختاروه بعناية لهدف لا يخفى على لبيب الا ان بعض ناشطي الشرعية تعامل معه وكأنه موقف اقارب الضحايا واهل رداع بل والشعب اليمني وبدأ بعضهم يهاجم الشعب ويسخر من مواقفه ويصفه بالانبطاح والزنبلة ..وهو موقف ينم عن جهل واحباط فالشعب اليمني هو عدو الحوثية وهو المعول عليه القضاء عليها مهما بدا منحنيا للعاصفة لاسباب كثيرة تتعلق بالنخب الحاكمة وخذلانها له .. وليت هؤلاء تعلموا من ابي الاحرار الشهيد محمد محمود الزبيري ..ففي سنة ٤٨ قاموا بثورة من اجل الشعب وهي ثورة قامت بها نخبة كانت بمعيار ذلك الوقت هي المستفيدة من الامام لكنها ضحت بكل شيء من اجل الشعب المغلوب على امره ..وما هي الا ثلاثة اسابيع فقط حتى سقطت حكومة الثورة والتف الشعب حول الطاغية احمد حميد الدين الذي اباح لهم صنعاء وطارد الاحرار والثوار وقتل من قتل منهم وزج باخرين في سجن نافع الرهيب ونجا الزبيري بأعجوبة وهاجر الى باكستان شريدا طريدا وكان يبيع الاقفال ليقتات بقايا الخبز المرتجع وسكن بكوخ ..لكنه لم يندم على ما فعل وانما قال :
نحن هدينا الناس من جهالة
وما علينا ان هموا لم يهتدوا
نحن زرعنا وسقينا زرعنا
دما ويأتي غيرنا من يحصد
الأهم من ذلك وهو ما ينبغي ان نستفيد منه ان الزبيري عمل مراجعات لاسباب فشل الثورة وحمل نفسه وزملاءه السبب انهم عجزوا عن التواصل مع الشعب واقناعه قبل واثناء الثورة واعلنها صريحة مدوية انه لم ولن يفقد ثقته بالشعب فقال رحمه الله :
وآمنت بالشعب حتى وقد
رآه الورى جثة ً هامده
تداعى حواليه أعداؤه
ليقتسموه على المائده
فهذا بشلو شهيد يعيث
وذاك يساوم في الفائده
وذا لليتامى يهز السياط
لتعبث بالجثث الراقده
وكم من وليد حذار الحمام
رأى نفسه صافعاً والده
وآمنت بالشعب يوم جثا
أمام الطغاة على ركبتيه
ويوم انبرى في ذهول الهوان
يرمي مكاسبه من يديه
ويوم مددنا شعاع الصباح
له فانزوى …وحمى مقلتيه
ويوم عصرنا رقاب الطغاة
وسقناهم كالجواري إليه
فأطلقهم من هوان الإسار
ذئاباً علينا صِلالاً عليه
هو الشعب ..! حق مشيآتُه
صوا ب ورشد ٌ خطيآته
له نبضنا وأحاسيسنا
فما نحن إلا نباتاته
له دمنا وله دمعنا
يغذّى عليه ويقتاتنا
يحطم بالموت زهر الحياة
منا لتَصلُب شوكاته …الخ …الخ
اما نثرا فقد كتب دراسة نقدية عميقة نشرت في كتاب بعنوان ” المنطلقات النظرية في فكر الثورة اليمنية ” وهو مطبوع منشور ما احرانا ان نقرأه ونعيه .. وقد بدأ قادة الحركة الوطنية منذ الخمسينات بنسج العلاقات مع القبائل اليمنية ومشايخها الكبار وكان لذلك اكبر الاثر في نجاح ثورة ٢٦ سبتمبر١٩٦٢ والوقوف ضد الامامة وحربها في السنوات السبع ..واليوم نسخر من هذا الشعب العظيم الذي تركناه لقطعان الامامة وهربنا لننجو بانفسنا لمجرد ان شخصا او جماعة قالوا انهم مع الحوثي.. ايييييه …اييييه
يا قافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليل عابس