“يوم الفصل” في اليمن: حناء للإبل وأهازيج وزيارة لقبر هود
يمن مونيتور/اندبندنت عربية
بطقوس مدهشة، تحيي بلدة تريم حضرموت شرق اليمن، في الخامس من شهر شعبان كل عام، يوم الحناء والمسراح أو ما بات يعرف بـ”يوم الفصل” وهو اليوم الأول لفعاليات زيارة ما يعتقد أنه “قبر النبي هود”.
وفي يوم الحناء والمسراح يعمل أرباب الإبل على تزيينها وتخضيبها بالحناء، وكتابة أسماء مميزة عليها لتسهيل معرفة ملاكها أثناء سباق الهجن، بينما يصطف جمع من الناس مرددين الأهازيج و”الدان” الحضرمي في غياب أي آلات موسيقية، ويتجمع الناس في هذه الساحات بأعداد كبيرة مدفوعين بطابع الشجن.
ويشارك الأطفال في تلك الطقوس حاملين المباخر حول الحضور. أما الخطاطون فيتفننون في كتابة أسماء وشعارات مختلفة على الإبل، وكتب على إحداها “الحكومة” في سياق سياسي كوميدي، احتجاجاً على وضع البلاد.
تحدث كرامة عبيد لـ”اندبندنت عربية” وهو مهتم ومربي هجن، قائلاً عن هذه الفاعلية “يوم الحناء والمسراح (فصل الركاب) هو اليوم الأول من فعاليات زيارة قبر نبي الله هود السنوية وتقام في عشر ساحات، ويقسم أصحاب الهجن إلى مجموعات، كل مجموعة لا تقل عن 10 ولا تزيد على 20 من الإبل، يتنافسون في ما بينهم خلال أيام زيارة قبر نبي الله هود، بدءاً من وضع الحناء والزينة لهذه الفاعلية السنوية”.
وأضاف “في فجر اليوم السادس من شعبان وهو اليوم الثاني من بدء طقوس هذه الفاعلية، يشد أصحاب الهجن رحالهم من مدينة تريم، في رحلة تستغرق ثمانية أيام ذهاب وعودة يتخللها بقاء يوم وليلة في شعب نبي الله هود”، وتابع “يبدأ يومنا الثاني أي يوم السادس من شعبان، بالشعر والمراجيز، والتوسل والتوكل على الله. يتبعها تنافس بين الشعراء في المدح والهجاء، يليه سباق الهجن بين أصحاب الخبرة”.
والتقت “اندبندنت عربية” بمغني الدان الحضرمي محمد كرامة في إحدى تجمعات “يوم الحناء والمسرح” في تريم حضرموت، ويقول إن “هذه عادات وتقاليد موروثة عن الأجداد، حيث كانوا يذهبون إلى زيارة نبي الله هود على ظهر الهجن، وتتخلل الزيارة جلسات دان ورجز، كل بفنه الخاص”.
زيارة وعودة
ويواصل كرامة أن “أصحاب الهجن يصلون إلى قبر نبي الله هود في صباح اليوم الثالث، ويقيمون هناك ليوم وليلة. بعدها يرحلون عائدين إلى مدينة تريم بتلك الطريقة التي وصلوا بها إلى قبر نبي الله هود وفي اليوم الثالث عشر من شعبان، يقام سباق وفاعلية كبيرة في مدينة تريم، بحضور عدد كبير من المشاهدين والشخصيات الاجتماعية، وتعتبر هذه الفاعلية إعلاناً عن انتهاء فعاليات زيارة قبر نبي الله هود”.