قبيل اللقاء المرتقب.. مسؤولون أميركيون يؤكدون “إعادة الضبط” مع السعودية
قال مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى لشبكة (سي.إن.إن) إن كبار المسؤولين الأميركيين أبلغوا السعودية أن الولايات المتحدة مستعدة للمضي قدما في “إعادة ضبط” العلاقات مع الحليف الرئيس في الشرق الأوسط، وتجاوز مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وكان بايدن قد قال إنه قد يزور السعودية قريبا، مؤكدا أنه لم يغير آرائه بشأن حقوق الإنسان بينما أشادت إدارته بالسعودية، بعد أن شجعت المملكة منتجي النفط الأساسيين على زيادة الإنتاج.
وتقول (سي.إن.إن) إن التخطيط لإعادة ضبط العلاقة يعد بمثابة تحول دراماتيكي للرئيس جو بايدن، الذي سبق وأن تعهد بـ”نبذ” المملكة بسبب مقتل خاشقجي. كما أصدرت إدارته تقريرا استخباراتيا، العام الماضي، اتهم مباشرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه وافق على اعتقال أو قتل خاشقجي.
وكان خاشقجي يكتب أعمدة رأي في صحيفة واشنطن بوست تنتقد سياساتالسلطات السعودية. وقد قتل في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
ونفت السعودية أي دور لولي العهد في هذه الجريمة، ورفضت تقرير المخابرات الأميركية الصادر في فبراير 2021 والذي قال إنه “وافق على عملية في إسطنبول بتركيا لاعتقال خاشقجي أو قتله”.
وتنقل (سي.إن.إن) عن مسؤولين قولهم إن “بايدن، الذي يتعرض لضغوط هائلة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد روسيا وخفض أسعار الغاز وسط تضخم يرتفع بأسرع وتيرة منذ عام 1981، قد وضع جانبا غضبه الأخلاقي لمواصلة علاقات أكثر دفئا مع المملكة وسط اضطرابات عالمية بعد غزو الكرملين لأوكرانيا”.
وفي إشارة إلى مقتل خاشقجي، نقلت (سي.إن.إن) عن مسؤول أميركي كبير قوله: “قرر الجانبان أنه من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، علينا تجاوز ذلك”. ويقول مسؤولون إن السعودية تعتبر قضية خاشقجي مغلقة، وقد أوضحت ذلك للولايات المتحدة.
وذكر المسؤولون، الذين نقلت عنهم (سي.إن.إن)، أن هذا لا يعني التسامح والنسيان. بل يخطط بايدن لإثارة مقتل خاشقجي مباشرة مع محمد بن سلمان، حينما يلتقيان الشهر المقبل.
ولا يزال بعض المسؤولين داخل الإدارة الأميركية يعتقدون أنه ينبغي عمل المزيد لمحاسبة ولي العهد على هذه الجريمة، بحسب ما تقول (سي.إن.إن).
غير أن التحول في العلاقات جار الآن بشكل جيد بعد شهور من الاجتماعات في الرياض بين اثنين من كبار مستشاري الأمن القومي لبايدن، بريت ماكغورك وآموس هوشتين، ومسؤولين سعوديين، من بينهم محمد بن سلمان، وفقا للشبكة الأميركية.
وقد أثار هذ التطور غضب خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، التي قالت في بيان لشبكة سي. إن. إن: “قرار الرئيس بايدن لقاء محمد بن سلمان أمر مزعج للغاية بالنسبة لي ولمؤيدي الحرية والعدالة في كل مكان”.
وأكد بايدن، الجمعة، إمكانية قيامه بزيارة للسعودية، وقال للصحافيين “لست أعلم بدقة موعد زيارتي. هناك إمكانية أن ألتقي الإسرائيليين و(مسؤولين) في بعض الدول العربية. السعودية ستكون ضمن (الجولة) إذا قمت بها، ولكن ليس لدي خطط مباشرة حتى الآن”.
وأضاف بايدن: “لم أغير موقفي من حقوق الإنسان في السعودية ولكن منصبي يحتم علي التحرك لدعم السلام في الشرق الأوسط”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، الاثنين، عن زيارة بايدن إلى السعودية إن “هذه الرحلة إلى إسرائيل والسعودية، ستكون في سياق أهداف هامة للشعب الأميركي في منطقة الشرق الاوسط”.
وأضافت “إذا قرر (بايدن) أنه من مصلحة الولايات المتحدة التعامل مع زعيم أجنبي، وأن تعاملا كهذا يمكن أن يأتي بنتائج، عندها سيقوم بذلك”.
وأشارت إلى أن السعودية “شريك استراتيجي للولايات المتحدة منذ نحو 80 عاما. ولا مجال للشك في تداخل مصالح هامة” مع المملكة.