باحثة مصرية: أمن البحر الأحمر يتطلب تدخلاً دولياً لإنقاذ اتفاقية “ستوكهولم”
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت الباحثة في الشؤون الإقليمية والإيرانية هدى رؤف، اليوم السبت، إن أمن واستقرار الطرق البحرية، أمراً حاسماً بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وأفادت في مقال لها نشرته صحيفة “اندبندنت عربية”، يُعد مضيق باب المندب الفاصل بين أفريقيا وآسيا عبر البحر الأحمر، من أقل الممرات المائية استقراراً في العالم، بسبب التهديدات التي تطال تدفقات الطاقة إلى السوق العالمية. وتشمل تلك التهديدات، الحرب في اليمن وأنشطة القرصنة والتهريب.
وأضاف: علاوةً على ذلك، وبسبب جغرافية المنطقة، استضاف المضيق المصالح المتنافسة، حتى أصبح ساحة معركة، لا سيما خلال تصاعد التوتر بين أميركا والصين للهيمنة في أفريقيا، إضافة إلى إيران وعلاقتها بالحوثيين وحرب اليمن.
وتابعت: في حين تعمل المملكة العربية السعودية للحفاظ على استقرار منطقة باب المندب لضمان سلامة التدفقات النفطية، عملت إيران على تحدي الدول الأخرى، من خلال دعم الحوثيين في اليمن.
ومنذ اندلاع حرب اليمن، استولى الحوثيون في اليمن على موانئ استراتيجية على طول الساحل اليمني واستخدموها لمهاجمة السفن الأجنبية المبحرة عبر مياه البحر الأحمر.
وتشير الكاتب أن الصين ظهرت أيضاً فى المشهد الجيوسياسي لمنطقة البحر الأحمر، محاوِلةً تحدي الهيمنة الإقليمية لواشنطن في الجانب الأفريقي الشرقي من القارة. ونظراً لأهمية المنطقة، قامت الدول التي ترتبط مصالحها بالبحر الأحمر، ببناء منشآت وقواعد عسكرية حول المضيق عند مدخل البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت الكاتبة: أدت الهجمات على الشحنات في البحر الأحمر مرات عدة إلى توقف النقل وعرقلة الوصول إلى إمدادات النفط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد.
وأشارت: لذا تنبع المخاوف الدولية، من احتمالات تصعيد قد يخرج عن نطاق السيطرة، وذلك في حال وجه الحوثيون ضربة صاروخية على منطقة الخليج، تتسبب بوقوع إصابات أو أضرار كبيرة قد تدفع الولايات المتحدة إلى الرد على إيران.
وأوضحت أنه مع تصاعد التوترات الإقليمية، هناك حاجة إلى تدخل دولي نشط، يقوم على أمرين، الأول هو إنقاذ اتفاقية ستوكهولم، والثاني يضمن وقف الهجمات عبر الحدود.
وأكدت: كما يتعين على الجهات الدولية الفاعلة، لا سيما الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، إحياء دعمهم النشط للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة.
وبينت أن الدور الإيراني فى اليمن له بالغ الأثر منذ سنوات طويلة، فقد عملت إيران على توسيع وجودها في القرن الأفريقي كما عملت على رسم خريطة جديدة لنفوذها البحري، متوسعةً إلى ما وراء وجودها في الخليج العربي والمياه الساحلية للمحيط الهندي.
وتتمركز عناصر من القوات البحرية التابعة لـ”الحرس الثوري” في خليج عدن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، عندما أُرسلت أول سفينة حربية إيرانية للقيام بدوريات مكافحة القرصنة رداً على استيلاء قراصنة صوماليين على سفينة شحن إيرانية.
كما عملت إيران على نسج علاقة قوية مع جيبوتي، ما يبرز أهميتها بالنسبة إلى النظام الإيراني. وتُرجمت هذه العلاقة في زيارات عدة متبادلة، وتعزيز التعاون العسكري. واتخذت العلاقات بين البلدين، شكل رسو سفن إيرانية على سواحل جيبوتي، إضافة إلى أنباء عن بناء قاعدة عسكرية بحرية إيرانية في جيبوتي، فضلاً عن التعاون الاقتصادي والثقافي.
وتقول الكاتبة: من العوامل الأخرى التي أسهمت في توسع الدور الإيراني في البحر الأحمر، تنامي علاقات طهران مع الحوثيين في اليمن. حيث لعب الدعم الإيراني للحوثيين دوراً رئيساً في تحويلهم إلى ميليشيا مسلحة، تهدد الأمن القومي اليمني، فضلاً عن الأمن القومي لدول مجلس التعاون الخليجي.
ودفع ذلك الوضع، التحالف العربي إلى اتخاذ إجراءات لإحباط الدور الإيراني المتنامي في اليمن. وأشار أخيراً الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى أن “إيران تهدف إلى السيطرة على مضيقَي هرمز وباب المندب، إما بشكل مباشر أو من خلال الميليشيات التي تمولها”، ليعكس التهديد المستمر الذي يشكله الحوثيون للملاحة في البحر الأحمر.