وزير الخارجية اليمني للاتحاد الأوروبي: لوقف الحرب تحدثوا مع إيران
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك لديه رسالة واضحة إلى الاتحاد الأوروبي: التحدث مع إيران من أجل تحقيق السلام في اليمن.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة أوروبا أوبزيرفر(EUobserver) البلجيكية، نُشرت اليوم الاثنين، وقال بن مبارك “أطلب من الاتحاد الأوروبي استخدام كل النفوذ الذي لديه لإيصال رسالة إلى الحوثيين وإيران”.
والرسالة هي قبول اتفاق الأمم المتحدة المقترح لوقف إطلاق النار، وإعادة فتح المطار في العاصمة اليمنية صنعاء، وإعادة فتح ميناء الحديدة البحري، واستئناف المحادثات السياسية- حسب ما أفادت الصحيفة البلجيكية.
وأشارت الصحيفة إلى وقف التحالف لعملياته الجوية في صنعاء وما جاورها “من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات مع عمان المجاورة”.
وتقول مصادر للصحيفة إن عمان ربما تكون على وشك التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين المدعومين من إيران لوقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للبلاد.
ومع ذلك، لا يزال أي وقف لإطلاق النار غير مؤكد، حيث صَعد الحوثيون هجماتهم قبل الموافقة على مشاركتهم في محادثات سياسية جديدة.
وتحطمت طائرة مسيرة تابعة للحوثيين يوم الأحد (13 يونيو / حزيران) في مدرسة في المملكة العربية السعودية، على الرغم من عدم وقوع إصابات.
وقال بن مبارك إن “المجتمع الدولي يتحدث دائما مع (وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف) الذي يقول دائما إنه يدعم السلام”.
وأضاف: ” لكن الواقع على الأرض في اليمن مختلف، فهناك أشخاص من فيلق القدس يدعمون الحوثيين”.
كما قال بن مبارك إن الحكومة اليمنية وجدت سفنا محملة بالأسلحة يتم نقلها من إيران إلى الحوثيين في اليمن.
لذلك، يخلص إلى أن “إيران لديها المفتاح. على الاتحاد الأوروبي الضغط على الحوثيين وإيران – دون الارتباط بالاتفاق النووي”.
تحاول أوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين إعادة الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) التي لن تتمكن إيران من خلالها من المضي قدمًا في برنامجها للأسلحة النووية.
خطأ الفهم الأوروبي
وردا على سؤال حول دور السعودية والإمارات في الصراع، قال وزير الخارجية اليمني إنهما دخلتا الحرب فقط بعد دخول الحوثيين إلى العاصمة اليمنية صنعاء.
أدت الحرب في اليمن، التي استمرت أكثر من ست سنوات حتى الآن، إلى انهيار البلاد بالكامل.
ووفقًا لليونيسيف، فإن “اليمن هو أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 24 مليون شخص – حوالي 80 في المائة من السكان – إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك أكثر من 12 مليون طفل.
وفر أكثر من أربعة ملايين شخص من ديارهم، ومعظمهم نازحون داخل البلاد.
وطبقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، فإن “حوالي 66 بالمائة من النازحين داخلياً في اليمن يعيشون في أماكن خطرة ، تتميز بانتشار انعدام الأمن الغذائي ونقص المياه والرعاية الصحية وخدمات الصرف الصحي”.
أخبر بن مبارك مراسل الصحيفة البلجيكية أنه يزور بروكسل لتصحيح بعض التصورات الخاطئة عن الحرب في اليمن.
وقال “الصراع في اليمن ليس صراعا بين قوى إقليمية. كما أنه ليس حربا طائفية. كثيرون في الاتحاد الأوروبي ينسون العامل الوطني في الصراع”.
وأضاف أن “الأزمة الإنسانية ليست نتيجة الحرب فحسب، بل هي من صنع الإنسان. وكواحد من أهم المساهمين في المساعدات الإنسانية في اليمن، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي أكثر وعياً بهذا الأمر”.
موّل الاتحاد الأوروبي اليمن بـ 648 مليون يورو كمساعدات إنسانية منذ عام 2015، و 95 مليون يورو في عام 2021.
ومع ذلك، وبحسب بن مبارك، فإن المساعدة لا تصل إلى الأشخاص الذين يحتاجونها حقًا. “80 في المائة من المساعدات تأتي عبر ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون. الأشخاص الذين يعانون أكثر من غيرهم، لا يتلقون أي شيء”.
وأضاف: “لذلك، نحتاج إلى حل المشكلة الحقيقية. علينا كسر الحلقة لذلك نحتاج إلى إنهاء هذه الحرب”.
“عشنا في خيامهم“
أدى الربيع العربي إلى استقالة علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني (1978-2011) وخلفه نائبه السابق، عبد ربه منصور هادي. بعد ذلك جاء مؤتمر الحوار الوطني، الذي عقد بين مارس /أذار 2013 ويناير/كانون الثاني 2014.
بن مبارك نفسه كان أمينًا عامًا لمؤتمر الحوار الوطني، لذلك يقول أنه يعرف الحوثيين جيدًا.
وقال “عشنا معهم في نفس الخيام بساحة التغيير خلال الانتفاضة”.
حسب بن مبارك، كان الحوثيون دور بنّاء خلال الحوار الوطني – لكن ذلك تغير الآن تحت تأثير إيران.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المصدر الرئيس
Yemen foreign minister to EU: to stop the war, talk to Iran