اخترنا لكمكتابات خاصة

ما هو رمزنا؟

حسن عبد الوارث

منذ زمان، وفي كل مكان وزمان، تتخذ الشعوب وحكومات الأوطان رموزاً للدلالة عليها وعلى تاريخها أو فولكلورها، يشير الى جمال أو جبروت أو تميُّز وفرادة..

منذ زمان، وفي كل مكان وزمان، تتخذ الشعوب وحكومات الأوطان رموزاً للدلالة عليها وعلى تاريخها أو فولكلورها، يشير الى جمال أو جبروت أو تميُّز وفرادة..

فاختارت هذه الدولة أو تلك شجرة معينة أو نبتة ما أو حيواناً أو طيراً أو أية أداة ذات خصوصية لدى هذا الشعب أو ذاك.
وقد يتصدَّر هذا المرموز الوطني عَلَم الدولة كشجرة الأرز في لبنان ونبتة القيقب لدى كندا، أو يكون شعاراً قومياً تتفاخر به الأُمة كالأسد عند البريطانيين والديك عند الفرنسيين وحتى الحمار والفيل لدى الحزبين الأمريكيين الأكبر: الديمقراطي والجمهوري .
 و من الممكن أن يكون هذا الرمز شخصية ما أدبية أو نضالية أو علمية أو أية شخصية لها رمزية دلالية ..
مثالاً على ذلك: أتّخذ الانكليز شكسبير رمزاً لهم.. وأتّخذ الفرنسيون فولتير.. والطليان دانتي.. والألمان جوته.. والأسبان لوركا.. والروس بوشكين.. والهنود طاغور.. ويكاد الأمريكان يتفقون على والت ويتمان ..
وأحتار العرب – كعادتهم – في رمزهم.. حتى المتنبي قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر!
ثم أنهم حين راحوا يخوضون في المرموز الدلالي لهم، لم ينتبهوا الى رمز فكري أو أدبي أو لغوي أو علمي أو تعليمي أو تنويري – كما هو ديدن كل الشعوب المحترمة – بل تشتّتوا في المواضع التي يستوطنها أهل الحرب والحكم والجبروت!
لم يحترم العرب مفكريهم وعقولهم، فلم تحترمهم البتة حكوماتهم..
ولم يرفعوا من شأن أقلامهم، فارتفعت فوق رؤوسهم ” جزماته!”
وحال اليمنيين كسواهم من العرب بالطبع، بل قل أسوأ …
فاذا فكّر اليمنيون في رمز دلالي لهم فانهم بالتأكيد لن يفكروا بصرح تاريخي أو مزار تراثي أو مفخرة فولكلورية، بل سيذهب تفكيرهم الشاذ صوب الجنبية مثالاً أو نبتة القات في الغالب!
أما في المشهد الثقافي اليمني، لم يسلم عبدالعزيز المقالح – حتى هذه اللحظة – من جنابي التكفير وسواطير التخوين.. وفي هذه الجريمة يتورط لدينا الجاهل والمثقف، الأُمّي والمتعلم، على السواء.
وقد بات مؤكداً أنه حيث يسود الارهاب ويستشري التخوين والتكفير، تذبل زهرة الابداع وتخمد جذوة التفكير .
والطامة الكبرى أن الجَهَلة يجهلون جهلهم، والقَتَلة يحمدون جُرْمَهم.. حتى بات القبر على ضيقه يتّسع لنا، والوطن على اتساعه يضيق بنا! 
 
=========
جســور
=======
بينَ الكتابةِ الممسوسةِ
بكهرباءِ الروحِ القلِقه
والكتابةِ المدسوسةِ
على براءةِ الورقه
ثمَّةَ برزخٌ من شوك
جُزُرٌ من نارٍ وبهار
… وجسورٌ لازالت عالِقه .

 
**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.
*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى