كتابات خاصة

هل هناك جرائم تصفية في عدن؟

محمد العليمي

ليس هناك حتى اهتمام إعلامي بهذه القضية أو بيان منسوب للجيش.

لا يمكن الدفاع عن هذه البلاد التي لا تهتم حتى بمصيرنا إن كنا وقعنا في الأسر أو القتل أو الإعدام.

أمس وعقب المعارك الدائرة في عدن انتشر فيديو ونشرتُه أنا على صفحتي يوثق لحظة القبض على جنود يتبعون اللواء الرابع حماية رئاسية من قبل مليشيا المجلس الانتقالي في عدن.
في الفيديو يتم التحقيق مع ثلاثة من الجنود الذين ينتمون إلى مدينة القبيطة وبعد التحقيق المصور والموثق يأمر قائد المجموعة بتصفية الأفراد ويقول “صف” ويشير إلى المصور بأن يغلق التصوير حتى تتم العملية في الخفاء.
الفيديو مصور بطريقة واضحة والأفراد معروفون بصورهم وحتى الضحايا معروفون بصورهم وأشكالهم والغريب هو أنه ليس هناك أي تحرك من قبل قيادة الجيش وتحديدا اللواء الرابع حماية رئاسية لمعرفة مصير هؤلاء الأفراد التابعين لهم، والتحقيق فيما إذا كان المجلس الانتقالي يقوم بعمليات تصفية لأفراد تابعين لمحافظات أخرى تحت لافتة مناطقية والعمل على إدانته دوليا.
ليس هناك حتى اهتمام إعلامي بهذه القضية أو بيان منسوب للجيش.
الأمر محزن للغاية.. أحدهم كان اسمه عبد الحميد وكان يحمل بيده اليمنى كيسا يبدو أن فيه أشياء رخيصة من سقط المتاع كحياتنا الرخيصة، والآخر محمد جمال بينما لم يفصح الثالث عن اسمه..
كانوا ثلاثتهم مشتركين في الخوف القلق والمصير الواحد والأقدام الحافية.
الجنود كانوا خائفين وقلقين وكانوا يدركون أن مصيرهم القتل، وكانوا يحاولون تبرير وجودهم بطريقة عسكرية، وهي أن قيادتهم نقلتهم إلى عدن.. الجنود معزولون ومخذولون وكل الجنود الذين قاتلوا في صف هادي أصبحوا معزولين.. كل الجرحى الذين أصيبوا في معارك الدفاع عن الدولة والشرف خذلوا.. كلهم الآن متعفنون وكلهم الآن بلا أمل ولا حاضر ولا مستقبل.
قبل الإعدام المفترض الذي ربما نفذه هذا القائد بحق هؤلاء الجنود الثلاثة وجه لهم إهانات وهو يقول لهم إنكم تركتم مدينتكم بيد الحوثيين وجئتم لتقاتلوا في عدن.
حتى الآن لم نستطع التأكد من مصير هؤلاء الجنود، وفيما إذا كان قد تم إعدامهم ميدانيا أم لا ولا يمكننا إدانة المجلس الانتقالي حتى الآن لكن يجب عليه إظهار هؤلاء الجنود وما لم يفعل ذلك فإنه المدان الأول بتصفيتهم.
لكن في كل حادثة من هذه الحوادث يتبادر إلى ذهني هذا السؤال، عن ماذا ندافع إذن إذا كان مصير كل هؤلاء الشرفاء والأبطال ومن أرادوا بناء دولة للجميع الخذلان والألم واليأس.
الفشل والتراخي الذي أوقعنا فيه هادي جعلنا نفكر بهذه الأسئلة في كل مرة نكتشف أن جرحنا الأكبر كان من الدولة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى