كتابات خاصة

محنة اليمن المزمنة

إفتخار عبده

لم ينجح هذا الأمر أو كاد أن ينجح، إلا وقد بدأت الشحناء والبغضاء بين الأطراف الحاقدة على الشعب الذي قال كلمته سابقا، وضحى كثيرا كي ينال مراده بالوصول إلى دولة مدنية حديثة يسودها العدل والحرية.

كان الأمر في بدايته صراعاً بين قوى سياسية محلية لا تخرج عن نطاق اليمن، طالب الشعب اليمني النظام السابق الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح بالرحيل والتخلي عن القيادة وترك الأمر لمن هو قادر على القيادة يوفر للبلاد متطلباتها بمسؤولية وضمير وهمة عالية، وأنه من حق الشعب اليمني أن يفعل هذا.. خصوصا نحن في بلد ديمقراطي من حق الإنسان فيه أن يعبر عن رأيه بكل حرية.

لم ينجح هذا الأمر أو كاد أن ينجح، إلا وقد بدأت الشحناء والبغضاء بين الأطراف الحاقدة على الشعب الذي قال كلمته سابقا، وضحى كثيرا كي ينال مراده بالوصول إلى دولة مدنية حديثة يسودها العدل والحرية.
دخل الشعب اليمني بعد ذلك حلبة صراع أخرى توسعت أكثر، وبات ضحاياها أكثر من أن نعدهم،  فيما لم يعد الصراع فيها بين قوى يمنية؛ بل التدخل الخارجي ازداد في ذلك كثيراً تدخل يقصد منه مساعدة اليمنيين في القضاء على المليشيات التي تهدف إلى إيقاع اليمنيين في الهاوية وانتزاعهم من أرضهم ودينهم وبسط اليمن أمام المجهول.
وتدخل آخر غرضه السيطرة على البلاد تحت مسميات لطيفة، واليمن هي صامدة في وجوه كل الفئات المخربة رغم ما تلقت من طعنات وصدمات موجعة للغاية.
 إنها اليوم الوجع الحقيقي لأبنائها المخلصين الذين يتوجعون لأوجاعها، وهي في الوقت ذاته اللقمة الدسمة لأصحاب النفوس القذرة ممن يغامرون اليوم لالتهامها، وهي في الوقت نفسه محط أنظار فئات تريد دخولها وإبادة أهلها ولكنها تنتظر الفرصة لذلك، فهي الآن تجري محاولات لذلك أحيانا بدخول منظماتها وأحيانا باستقطاب النازحين.
واقع مؤسف مرت وتمر به بلاد الإيمان والحكمة ، في ظل تغافل العديد من مسؤوليها الذين لا هم لهم سوى كسب المزيد من الأموال والعقارات، على حساب الشعب الذي بات معظمه بحاجة إلى مساعدات وأعداد كبيرة باتت على حافة المجاعة.
لم يفلح حتى اليوم الطرف المحلي في تغيير الوضع إلى الأفضل وإنهاء الصراعات، فيما أعاقنا الطرف الخارجي في الوصول إلى تحقيق حلم اليمنيين في بلد خال من الأزمات والنيران والكوارث والحرب.
ورغم كل هذه البلايا، ما زال في الواقع نوع من الأمل، بأن يصلح الحال إلى الأفضل، وأن يعود اليمن سعيدا خاليا من كل صنوف الوجع والمأساة.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى