كتابات خاصة

وللمساعدات كوارث وحكايات

إفتخار عبده

المساعدات الإنسانية وتقديمها لمستحقيها في اليمن حكاية غريبة مليئة بالمأساة.

حدثت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة تحت عنوان الإغاثة أو المساعدات الإنسانية، نقلها الإعلام اليمني والعربي وربما العالمي، فمن يقدمون السلع الغذائيةلليمن يبكون لأنها خرجت لغير المقصودين فيها ومن يستلمونها يبكون كذلك لأنها مليئةٌ بالعيوب والنقائص فهم يقولون إنها منتهيةُ الصلاحية وإن جودتها رديئة للغاية، وهناك طرف ثالث عرف وقتها ولم يكن ذا علم أنه المقصود وأن هناك من يتسول به أو ربما علم ولكن لاقوةَ له في أن يقول الحق أو يطالب بحقوق له وكيف له أن يطالب في واقع كهذا يسلب فيه كل شيء ولو كان يرى أن هناك من يستجيب لطالبَ ببقائه على قيد الحياة وبقاء من يعوله.

المساعدات الإنسانية وتقديمها لمستحقيها في اليمن حكاية غريبة مليئة بالمأساة.
كثيرون هم الذين يقيمون عليها أو ينصبون ذواتهم مشرفين  عليها ولكل في ذلك هدف نفسي كبير في وجهة نظره، يتحاشى الناس الحديث عنه كي لاتصيبهم لعنة من يقيمون عليها وبالتالي يكونوا ضحية طول ألسنتهم، وتكبر الآخرين عليهم.
إلى أين تذهب المساعدات الإنسانية؟ سؤال يطرح نفسه أمام الملأ، لماذا الشعب اليمني يعاني المجاعة الكبرى على الرغم من أن أغلب الدول تقدم له المعونات والمساعدات مختلفة الأصناف وبشكل مستمر ؟ لماذا تزداد المجاعة يوما بعد آخر في اليمن الحبيب؟ مع ازدياد المعونات كثيرة هي الأسئلة التي تبحث عن إجابات لها؛ إلى أين تذهب المساعدات الإنسانية هو سؤال امرأة عادت بخفي حنين من المكان الذي تُسلم فيه تلك المساعدات بحجة أن اسمها سقط من بين الأسماء،
سقط اسمها لكن حاجتها إلى تلك المعونات لم تسقط، سقط اسمها ليحل مكانه اسم شخص آخر ربما حمل اسمها وأسماء أخرى لمحتاجين آخرين تم إيهامهم بذلك، من هم المستحقون الحقيقيون لتلك المساعدات؟ هو سؤال يطرحه من يشاهدون العاملين على تلك المساعدات يأخذونها خفية ويذهبون بها للبيع في مكان آخر، ليظهروا بعد ذلك معلنين الترفع والطهارة عن فعلتهم تلك زيارة واحدة فقط تحدثها المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق اليمنية تمكث في بيوت الأغنياء ورجال المنطقة ومن ثم تختفي تماماً عنها لكأنها سائحة أجنبية أتت للتعرف على المنطقة وتأخذ بعض الصور التذكارية فيها
ومناطق لم تصل إليها قط ربما خشيت على نفسها من وعورة الطرقات وصعوبة المواصلات وبالتالي تبقى تلك المناطق خالية الكف منها لأسباب واهية تماما.
كثيرة هي البيوت التي تم طرقها وأخذ أسماء أهلها وبطائقهم بحجة صرف المساعدات لكنها لم تصلها اي نوع منها ولا يصلها مبرر لعدم الوصول.
إذا كانت المساعدات لاتصل إلى مستحقيها فلماذا ياترى تسمى بهذا الاسم؟
لمَ يطلقون عليها بالإغاثات، تغيث من هي الآن؟!
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى