كتابات خاصة

حينما تغرب الشمس عن المشرق!

إفتخار عبده

خوفٌ كبير يعتريك إذا قلت إنك تنتمي للفئة الفلانية فتخاف أن تفتك بك الأخرى التي لا تحمل من المبادئ شيئا المشرق العربي الذي كان سابقاً محط أنظار الحالمين وذوي الطموحات العالية، الذي كان القدوة الحسنة لكل من أراد أن يعيش حياة الهناء والراحة، هاهو اليوم محط أنظار الشامتين به.
 ثمة فارق كبير نخشى أن نصفه كي لا نعض أناملنا ندماً بين المشرق العربي في القديم وبينه في الوقت الحالي الذي خيم الصراع عليه بكل قواه، صراع كبير في الاقتصاد، والحياة المعيشية المتدهورة والجوعى الذين يسكنون الطرقات أكبرشاهد على ذلك، صراع كبير في الحياة السياسة، بل إن السياسة قد أصبحت اليوم الخطر المحدق بكل أبناء هذه الشعوب بدلاً من أن تكون لهم العون والناصر، فما كان الخراب إلا من وراء ذلك، زعزعة في الحياة اليومية وخوف يلحق بكل خارج وداخل حتى وصل الأمر إلى أنك لا تستطيع أن تفصح باسمك في أغلب الأحايين خشية منك أن يصبك مكروها جراء إفصاحك باسمك بين الملأ، لكأن على اسمك وصمة يراها الطرف الآخر وحده.
خوفٌ كبير يعتريك إذا قلت إنك تنتمي للفئة الفلانية فتخاف أن تفتك بك الأخرى التي لا تحمل من المبادئ شيئا، اللهم إن لها عملها الوحيد وهو الخوض فيما يزعج البشرية وأمنها ويهدد سلامتها، كأنهم مرسلون عوناً لإبليس وجنوده، كما تُرسل الملائكة عنواناً للصالحين من بني البشر.
أكاد أجزم مع الأسى والأسف أن لا بلدًا عربي اليوم يعيش الحياة على أكمل وجه وأن لا بلد عربي اليوم يعيش الحرية القصوى فهو إما مثخن بجراح الصراع الداخلي أو هو مثخن بالصراع مع العدو ومليشياته التي تهدف إلى إحداث الاضطراب في البلاد والعباد، تحت ذريعة حب الوطن كما هو حاصل اليوم في يمننا الحبيب.
فالحرية تكاد تغيب عن البلاد العربية أو قل عن أغلبها، فثمة بلدان قليلة ما تزال تتنفس الحرية لكنها لا تخلو تماماً من المشاكل المفتعلة التي يُخطط لها من قبل من يقلقهم استقرارها.
 ثمة أخبار يومية تصلنا عن قصف طائرة في البلد الفلاني وعن الضحايا التي تخلفها من الأبرياء، وأخبار أخرى عن اغتيال  للشخصية الفلانية من قبل مجهولين، وكثير من الأخبار والأحاديث عن هدم وخراب ودمار، حتى أصبحت الأحزان سمة من سمات هذا المجتمع، الذي هو رغم صموده وصبره ضحية أعدائه المتربصين به من خارجه ومن يعينونهم عليه من الداخل.
إذا سألنا لماذا كل هذا في هذه البلدان دون غيرها وكم قد سألنا هذه الأسئلة لأنفسنا ولغيرها..
بلا شك أن لهذا شأن كبير يجنيه من يستفيد من مصائنا كما قيل: “مصائب قوم عند قوم فؤائد”.
وإلا كيف ستعيش أمريكا وغيرها حياة استقرار ما لم تقلق الأمن العربي بأكمله.. عندها ستأمن على نفسها وتعيش حياتها بكل هدوء وراحة، بل باستمتاع كبير في المشاهدة للصراعات التي تحدث فيه،  فمن يا ترى نبكي؟ هل نبكي الحرية الغائبة عنا أم نبكي أنفسنا في غياب الراحة عنا، أم نبكي تلك العقول الفارغة التي تعمل لصالح العدو في الخفاء وتشتمه في الظاهر.
إلى الله المشتكى..
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى