كتابات خاصة

فوضى أرقام المنظمات في اليمن

مصطفى ناجي الجبزي

بالطبع، من يقول حرب فإنه يقول هناك طرفين أو أطراف عديدة.

بحسب بيان جديد لمنظمة اوكسفام العاملة في اليمن، فإن مدنيًا يموت كل 3 ساعات في الحرب. أي أننا أمام 2920 قتيلًا مدنيًا في السنة. وتقدم المنظمة هذا الرقم دون تحديد القاتل بالطبع وتعزي الأمر للحرب.

وبالطبع، من يقول حرب فإنه يقول هناك طرفين أو أطراف عديدة.
لكنها في موقعها بالنسخة العربية تضع احصائيات فاجعة بطبعها بخصوص الوضع الإنساني في اليمن يتصدر هذه الإحصائية الرقم التالي:
 تسببت الحرب في اليمن منذ مارس/ آذار 2015، أي في 3 سنوات ونصف، بمقتل  4971 مدنيًا. بمعني أن هناك متوسط 1420 قتيل مدني في العام.
وتذهب في بيانها الأخير إلى مطالبة الدول الغربية خصوصًا الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة وفرنسا بايقاف بيع السلاح للسعودية.
أولًا: الحرب الأهلية بحسب المنظمة بدأت في مارس/ آذار  ٢٠١٥ الذي يتوافق مع تدخل التحالف العربي بقيادة السعوية وما قبل هذا التاريخ لا يهمها، ونحن اللذين لدينا ضحايا ونكبنا منذ الْيَوْم الاول بسبب هجوم الحوثي على المدن فإنه لا يعنيها. إنها تعيد بناء ذاكرتنا الأليمة على مزاجها وطبعًا هناك عشرات المنظمات ممن تعمل على هذا النهج. وهذا عمل مستنكر.
ثانيًا: مطالبتها بإيقاف بيع السلاح للسعودية دليل أن لديها معركة مع السعودية وليس حبًا في اليمنيين. لأن الحرب في اليمن تدخل فيها الفصائل اليمنية التي على يدها جرى اهدار دم اليمنيين وتدمير بيوتهم واقتصادهم وقبل هذا هدم دولتهم الهشة وأحلامهم الكبيرة.
ثالثًا: تلمح هذه المنظمة ولديها شركاء محليين وشركاء دوليين، إلى أن الحرب في اليمن هي حرب بين السعودية من جهة واليمن الذي يمثله الحوثي. بينما سياق الحرب الأهلية اليمنية مختلف جدًا والحوثي ليس كل اليمن ولا يمثل اليمنين إلا عيون بعض المنظمات.
هناك تلاعب واضح بالإحصائيات وتناقض فيما بينها مع استخدام جيد للتسويق عبر الأرقام لا يخدم السلم ولا السلام في اليمن.
ما لا تقوله هذه المنظمة الموقرة التي لها تاريخ طويل في العمل الإنساني في اليمن ودول اخرى في العالم هو ماذا سيكون الحال فيما توقف بيع السلاح للسعودية. وهل بيع السلاح هو مشكلة اليمنيين أم مشكلة الحوثي، والتي تصبح بهذا الحال المنظمة ناطقة باسمه على نحو غير مباشر ولا تعبر عن أوجاع اليمنين كافة.
وبدورنا نسأل: ماذا عن السلاح الثقيل والمتوسط والصواريخ التي بين الحوثيين والسلاح الآخر الذي بيد الفصائل اليمنية الاخرى؟
هل ستتوقف الحرب؟ هل سيتوقف القتل؟
بحسب علمي، فإن قتلى السير في اليمن 6000 قتيلًا في العام. وأمام الأرقام التي تقدمها المنظمة فلا معنى للحرب وبشاعتها. لأن الأرقام تدحض نفسها.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى