كتابات خاصة

شمطاءُ جزَّتْ شعرها وتنكرت!

إفتخار عبده

هي الحربُ مذمومة منذ الأزل، ومكروهةٌ من قبل الجميع.. هي ودواعيها وروادها ومشعلي نارها.

 يصف شاعر جاهلي الحرب بأنها:( شمطاءُ جزَّتْ شعرها وتنكرت.. مكروهةٌ للشمِّ والتقبيلِ)
هي الحربُ مذمومة منذ الأزل، ومكروهةٌ من قبل الجميع.. هي ودواعيها وروادها ومشعلي نارها.
لكن العجيب اليوم أن تجد من يستمتع بهذه الحرب، ويجعل منها مصدراً له، ويتمنى ألا تزول، بل يعمل على إيقاد نارها كي تستمر لفترة أطول؛ لأن مع استمرارها، استمرار لدخله الكبير.
هذه الحرب الشمطاء قد جعلت اليوم من الغني فقيراً، ومن الأفقر أكثر غنى وسعادة.
أبناء الحديدة اليوم ينزحون باستمرار، يأخذون همومهم معهم إلى صنعاء، ينظرون في العاصمة الراحة والسعادة.. كيف لا وهي من تحضن القبائل الطيبة وأصحاب الهمم.
 كيف لا وهي تحضن من يهبون لإنقاذ إخوانهم بأسرع الأوقات وبكل الإمكانيات.. هذا هو السبب الذي جعل الكثير من أبناء الحديدة ينزحون إلى صنعاء خصوصاً.
ورد على لسان إحدى النازحات التي لم تجد بيتاً لتأوي فيه مع أولادها بسبب ارتفاع أسعار الشقق المؤجرة  إلى حدٍ كبير جدا.. تلك المرأة التي تقرأ من عينيها آيات العزة والكبرياء، حاولت جهدها البحث عن مسكن لأولادها، اضطرتها الحالة إلى الاندماج مع اختها في شقة واحدة ما أدى إلى طردها بعد ذلك وتهديد اختها بالطرد أيضاً، لسبب وحيد وهو أنهن يمتلكن الأطفال، زادت الشروط  كثرةً، وكثرت الأعذار التي تصدر من أصحاب البيوت لإخراج أهلها وإدخال أبناء الحديدة بالأسعار التي يريدونها وحسب مايريدون من الشروط، صفقات تجارية كبيرة يجدونها ممن خرجوا لإنقاذ أرواحهم وأرواح الأبرياء الذين معهم.
أترون اسمرار أبناء الحديدة دليلاً على أنهم يحملون الأموال الطائلة حتى يعاملون كذلك، أم أن اسمرارهم يؤهلهم إلى أن يسكنوا الشوارع  ويقطنوا تحت الجسور بين دخان السيارت وعبث الرياح ووحولة الأمطار، إلى وقت غير معلوم لهم.
ما هي يا ترى الصفات التي امتلكها رواد الحروب، حتى كانت الأمور تسير على وفق ما يريدون، هم يأكلون ويشربون ويصدرون أوامرهم بكل عنجهية وكبرياء، وكأن الناس بينهم لا قيمة لهم أو كأن بقية البشر أتوا من كوكب غير كوكبهم، لا يمتلكون السمات التي تؤهلهم لأن تكون لهم قيمة يستطيعون من خلالها البقاء على قيد الحياة، دون اضطهاد كبقية البشر.. ينامون على فرش، ويأكلون بعض ما يشتهون.
 ثمة فارق كبير بين من يحملون القيم، ومن بينهم وبينها بعد المشرقين، حتى على مستوى الحرب ومواجهة الطرف الآخر، فالمليشيات اليوم قد جعلت الأبرياء مجالاً  واسعاً ضيق الهزيمة التي بهم مرةً بعد أخرى  وذلك بإطلاق الصواريخ عليهم وكافة الأسلحة الثقيلة.. إنهم لا يجيدون أي شيء حتى القتل.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى