كتابات خاصة

عدن.. وفقدان الأمان

أحمد ناصر حميدان

إن سقط الإيمان، سقطت القيم، وبالتالي نفقد الأخلاقيات، ونفتقد لإنسانيتنا التي وهبها الله لنا كبشر بعقل يفكر وضمير ينبض حياة.

هناك خصلتان متلازمتان هما الأمن النفسي، والإيمان الاجتماعي، الإيمان بالله وقيم الإسلام، الإيمان بالإنسانية والحقوق والواجبات، والدولة كقيمة ومبدأ.

إن سقط الإيمان، سقطت القيم، وبالتالي نفقد الأخلاقيات، ونفتقد لإنسانيتنا التي وهبها الله لنا كبشر بعقل يفكر وضمير ينبض حياة.
تسعى الأمم بمختلف أعراقها وتوجهاتها لبناء الإنسان السوي (التنمية البشرية)، تخطيطا ودراسة، لتدعيم الإيمان لترسيخ الأمان.
وأخطر ما يهدد الأمة هي الحروب التي تستهدف إنسانية البشر، وتهدف لتدمير الإيمان الذي يسبب لفقدان الأمان.
الحروب النفسية المزعزعة للإيمان بكل القيم الجميلة للروح الإنسانية، بترسيخ الكراهية والأحقاد والضغائن، لتدخل الإنسان في عوالم مختلفة وتشعبات دون معرفة، يناطح سحب الأحلام، في وهم الابتزاز الأخلاقي والقيمي للسياسة بسلوك المدياسة.
هذه الحرب القذرة تغرس سهام المعانات في الأحشاء، وترفع رايات التخاذل، وتجرك إلى القعود عند الأرصفة المكسرة، كي تحكي حكايات النضال المسروق والحلم المعاق، والقهر في عدم تجاوز الماضي , حيث تمر الأيام ويسرقنا العمر ونحن نناطح الوهم بنصر على بعضنا بعض، نصر زائل، يولد هزائم متتالية، تحصرنا في دائرة البؤس.
اليوم نحصد ما زرعناه، تفوح رائحة الموت في أزقة وشوارع العاصمة عدن، في انفلات امني واضح، نتيجة لفقدان الإيمان بالقيم الجميلة التي عرف عنها مجتمع هذه المدينة أيقونة الحب والتسامح والمدنية، عدن اليوم لا تشبه عدن.      
ظاهرة القتل والاختطاف والاغتيال، الفوضى المتعمدة في غياب الدور الفاعل لمؤسسات الدولة والأمنية منها كمراكز ألشرطة والبحث والتحري والاستخبارات، ساهم في وجود مناخ ملائم لزيادة أوكار العصابات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية.
تزايد ظاهرة عملية السطو على المواطنين في الشارع العام، حقائب النساء وجوالات المارة، والسطو المسلح على المحلات التجارية والناس، البسط على الأراضي والمتنفسات والمؤسسات والمعالم التاريخية والأثرية، لتجريد المدينة من تاريخها الإنساني،  والمواقع الالكترونية تكتظ بقصص جرائم بشعة تتعرض لها المدينة، تنذر بخطر محدق، من المسئول اليوم للحد من استفحاله؟
لدينا أجهزة أمنية مشتته وغير منظمة ولا تخضع لعمليات دولة، وقرارات حاسمة، وخطط محكمة، وانتشار عملياتي للحد من استفحال الحالة.
الانشغال في السياسة هزّ من مكانة هذه المؤسسات ودورها في إرساء دعائم الأمن، انشغلت في أمور وأجندات أبعدتها عن دورها الوطني بحماية  السلم الاجتماعي، دور ساهم في إضعاف الإيمان لفقدان الأمان.
عدن في خطر، ينذر بفقدان أيقونة الحياة فيها، كل يوم تفتقد عدن شيئا أصيل منها، تفقد مدنيتها وحضارتها، ويغزوها التخلف والتعصب والمناطقية، تفقد حلتها يوما بعد يوم، والخوف أن نفقد عدن فلا نجدها غير في كتب التاريخ، وفي أحلام وذاكرة أبنائها المغضوب عليهم.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى