كتابات خاصة

الاتضاحات العشر

فتحي أبو النصر

الصدمة التي في الحرس كانت وما زالت أكبر من كل صدمات المكونات الأخرى، إذ سلمهم عفاش للمشرفين الحوثيين بطريقة مهينة. أولا.. الصدمة التي في الحرس كانت وما زالت أكبر من كل صدمات المكونات الأخرى، إذ سلمهم عفاش للمشرفين الحوثيين بطريقة مهينة.

ثانيا.. اتضح للجميع أن المؤتمر كان حزب عائلة عفاش.
ثالثا.. من ينكر أن عفاش ليس مجرماً وأن هذا الانحراف والخراب ليس بسبب نزواته وانتقاماته!
رابعا.. من طبائع عفاش أنه كان يدخل معك بالربح ويخرج من الخسارة.. وفي الحالتين كان الوحش الفهلوي الذي داخله هو الذي يتجدد فقط.
يعني كمثال كان حزبه مشارك 50% في حكومة الوفاق الوطني وخرج ليقول نحن معارضة ثم تقاسم حكومة بن حبتور الانقلابية مع الحوثي، وخرج ليقول نحن حزب معارض أيضاً!
خامسا.. مات عفاش وسيموت محسن.. وبهما أو بدونهما سيبقى الوعي الإمامي البغيض والشنيع قائما كما كان قائما منذ قرون في مناطق يمنية. فالإمامة هي آفة وورطة اليمنيين التاريخية، وهذا لا يعني دفاعاً عن مفاسد الثنائي الكارثي عفاش ومحسن مثلا.. لكن الذين لا يعتبرون الحوثية كارثة الكوارث هم الذين يتغابون عن النظر لأصل المشكلة التي اضنت اليمنيين جيلا بعد آخر. ومع ذلك تريد التجدد أيضاً وبشتى الذرائع والمبررات الواهية.
سادسا.. وها عفاش قد رحل، وبتلك الطريقة التي ساهم في الوصول إليها، وهذا يعني أنه ليس صنما يا مؤتمريين.. فقط اخلصوا النية ووحدوا صفوفكم مع المقاومة والجمهورية والعروبة بالضد من وعي الولاية الهاشمية والإيرانية المتوحشة، فلربما تكفرون قليلاً عن ذنوبكم الغفيرة.
سابعا.. المؤتمر أساس تدمير اليمن، فلقد فتح جراحات عميقة شمالا وجنوبا، كما استغل السلطة والجيش والمال العام والوظيفة العامة، وفي السياق عبد عفاش وعائلته ثم ذهب للإمامة ليلوذ بها ويخوض معاركه في صفها ضد اليمنيين.
ثامنا.. طوال حياته كان عفاش أكثر من يبرع في استخدام التنظيمات والجماعات الدينية -بوعيها أو بدون وعيها لا فرق- لافشال المشروع الوطني اليمني.
تاسعا.. لا تتضامنوا اليوم إلا مع ضحايا انتهاكات الذين لا يعترفون بسلطة الميليشيات أما ضحايا انتهاكات الذين يعترفون بها كسلطة فوق الدولة وفوق المجتمع فهم الذين طبلوا لانتهاكاتها أصلاً وتوبتهم تبدأ من عدم الإعتراف بها وليس من كونها لم تلبي حاجة معينة لهم من خلال إدارتها القسرية والعنفية للمجتمع وللدولة. تلك الإدارة التي تمثل الارهاب المضاعف في الحقيقة لكونها أنهت تماماً العقد الإجتماعي والقانوني الذي ينظم الحقوق والواجبات المتساوية لسلطة الشعب وذلك بمباركة المؤتمر نفسه.
عاشرا.. طبعا ما أتفه ميليشيات الحوثة حين تصدر بيانات تندد فيها بالخارجين عن القانون والدستور.. لكن للتذكير التاريخي لطالما كان المؤتمر عدو الديمقراطية وحاضن الفساد الأول ولذلك تحالف مع ذهنية المسيدة فدخل في الخطيئة الكبرى المثيرة للعنة والرثاء وشاركها ارتكاب كل الشرور بحق الدولة والمجتمع. أما الآن فإنه يحتاج إلى هوية سياسية وطنية لن تتوفر له بدون الشرعية وفي حالة فضل اللاشرعية فإن أفعاله لن تكون أبدا في صالح الخير العام.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى