حقوق وحرياتغير مصنف

قتل واختطاف وتعذيب… هكذا ودع صحفيو اليمن العام 2018

تقول منظمات حقوقية، إن الحريات الصحافية والإعلامية تعيش أخطر مرحلة في تاريخ الصحافة اليمنية منذ بدايتها حتى الآن ، جراء التنكيل والاستهداف المستمر تجاهها. يمن مونيتور/خاص

ما بين قتل واختطاف وتعذيب وتهديد، يتلخص واقع الصحفيين في اليمن، خلال العام 2018 في ظل استهداف ممنهج يطال رسل صاحبة الجلالة مع دخول الحرب في البلاد عامها الخامس.
وشهد العام 2018 ، أحداثا مأساوية كبيرة ألقت بظلالها على حياة العديد من الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لعمليات قتل واختطاف وتعذيب من قبل جميع الأطراف داخل البلاد كان للحوثيين النصيب الأكبر منها.
وتقول منظمات حقوقية، إن الحريات الصحافية والإعلامية تعيش أخطر مرحلة في تاريخ الصحافة اليمنية منذ بدايتها حتى الآن ، جراء التنكيل والاستهداف المستمر تجاهها.
وأشارت إلى أن العمل الصحفي والإعلامي يواجه هجمة شرسة وغير مسبوقة باتت تستهدف حياة كل من يزاول مهنة الصحافة، إما بالقتل أو الاختطاف أو التشريد، وهو الأمر الذي جعل البيئة الإعلامية في غير مأمن .
أكثر دموية
تقرير الحريات الإعلامية السنوي لمنظمة صحفيات بلا قيود أشار إلى أن الحريات الصحفية، العام 2018 كان أكثر دموية بالنسبة لقتل الصحفيين مقارنة بأعوام سابقة، حيث بلغ عدد الذين فقدوا حياتهم في العام 2018 (12) صحفيا وعاملا بالحقل الإعلامي، ارتكبتها قوات التحالف العربي بعدد (6) حالات قتل، فيما ارتكبت جماعة الحوثي (4) حالات قتل، وحالتان قتل نفذها مسلحون مجهولون.
وأشارت المنظمة، إلى مقتل (39) صحفيا خلال الأعوام (2014–2018)، فيما تعرض أكثر من ألف صحفي لانتهاكات متنوعة في نفس تلك الفترة، طبقا لإحصائيات المنظمة .
قالت بشرى الصرابي المدير التنفيذي للمنظمة، إن الحرب طيلة الأعوام الأربعة الفائتة خلفت وضعاً مأساوياً للصحفيين ، وقد دفعوا فيها الثمن باهظا ، لافتةً إلى أن كل الأطراف المتصارعة دون استثناء تعاملت بعدائية مطلقة تجاههم.
ودعت “الصرابي” كافة الأطراف داخل البلاد إلى احترام القانون الإنساني الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تلزم أطراف الحرب بحماية الصحفيين أثناء أداء أعمالهم المهنية خلال النزاعات المسلحة ، باعتبارهم مدنيين وليسوا مقاتلين، وتؤكد على تجنيبهم ويلات الحرب، وعدم الزج بهم في الصراع.
وطالبت كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير والحريات الصحفية بإظهار تضامنها مع الضحايا من الصحفيين والتنديد بالانتهاكات الجسيمة الواقعة بحقهم.
بيئة خطرة
من جانبه اعتبر مرصد الحريات الإعلامية تزايد الانتهاكات التي تمارس ضد الصحفيين من قبل كافة الأطراف في اليمن بدرجات متفاوتة خلقت بيئة خطرة جلعت من مهنة الصحافة الأكثر خطرا في اليمن، وأعاقت ممارسة الصحفيين لعملهم بحرية في نقل الاحداث والوقائع في اليمن.
ووثق المرصد  في تقرير له، 144 انتهاك ضد الحريات الاعلامية في اليمن خلال العام 2018 منها 12 حالة قتل تعرض لها اعلاميين، كما تعددت الانتهاكات بين القتل والاصابة والاختطاف والاعتداء واستهداف المؤسسات الإعلامية.
وأضاف ” وضع الصحفيين اصبح مخيف جدا، فقد قتل 42 صحفيين وناشط اعلامي منذ بداية الاحداث في اليمن في ٢٠١٤م وحتى نهاية العام الماضي 2018 ، الى جانب اختطاف اكثر من 400 صحفي لا زال البعض منهم في معتقلات جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة ومر على البعض منهم اكثر من ثلاثة اعوام تعرضوا خلالها للإخفاء القسري والتعذيب والمحاكمة امام النيابة الجزائية المتخصصة ” محكمة غير دستورية ” بتهم تستوجب الإعدام بسبب آرائهم وكتاباتهم الصحفية.
وأضاف في المقابل تستمر حالة الانتهاكات للحريات الإعلامية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا فقد تعرض احد الصحفيين للقتل في حين ما يزال احد الصحفيين محتجز لديها حتى الان.
وجدد المرصد مطالبته المتكررة لجميع الاطراف في اليمن برفع القيود التعسفية عن الصحفيين وحريات الرأي والتعبير، داعيا بنفس الوقت كافة المنظمات الدولية والحقوقية والمنظمات المعنية بحقوق الصحافة حرية التعبير بتكثيف جهودهم التضامنية والضغط بسرعة الافراج عن المختطفين واحترام آرائهم.
226 حالة انتهاك
ورصدت نقابة الصحفيين 226 حالة انتهاك منذ مطلع العام 2018 طالت صحفيين ومصورين وعشرات الصحف والمواقع الإلكترونية ومقار اعلامية وممتلكات صحفيين.
وتصدرت جماعة الحوثي حالات الإنتهاك يمعدل 136 انتهاك بنسبة 60% من اجمالي الانتهاكات فيما ارتكبت جهات وهيئات عسكرية وأمنية ومحلية تتبع الحكومة الشرعية 68حالة انتهاك بنسبة 30% ،وارتكب التحالف العربي 11 حالة بنسبة 5% ، فيما ارتكب مجهولين 9 حالات بنسبة 4%، والحراك الجنوبي حالتين بنسبة 1%.
ووفقا للتقرير تنوعت الانتهاكات بين الاختطافات والاعتقالات بـ 86 حالة بنسبة 38% من اجمالي الانتهاكات، و38 حالة حجب للمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 17%، ثم الاعتداءات بـ17 حالة بنسبة 8% ، والمحاكمات بـ 17 حالة بنسبة 8% ، ويلي ذلك المصادرة لمقتنيات الصحفيين ومصادرة الصحف بـ 15 حالة بنسبة 7% ثم التهديدات وحملات التحريض بـ12 حالة بنسبة 5%، يليها الشروع بالقتل بـ10 حالات بنسبة 4%، ثم المنع من التغطية بـ 9 حالات بنسبة 4%، و 5 حالات تعذيب لصحفيين في المعتقلات بنسبة 2%، و4 حالات ايقاف رواتب طالت عشرات الصحفيين بنسبة 2 %، و 3 حالات اغلاق لمكاتب وسائل إعلام بنسبة 1%.
 
 
 
 
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى